من نشوء جماعته إلى محاولة اغتياله.. أبو العباس والإصلاح والإمارات
المساء برس – زكريا الشرعبي/ لا تكاد نار الصراع بين جماعة أبو العباس وجماعة حزب الإصلاح تصل إلى حد يظن الناس فيه الهدوء والتصالح حتى تشب من جديد، وفي كل مرة يظهر حجم الخلاف بين الجماعتين وكون ذلك امتداد لخلاف أكبر بين الجهات الممولة لها.
اليوم وقبل ساعات أعلنت جماعة أبو العباس تعرض قائدها المسمى عادل عبده فارع الذبحاني لكمين في مديرية مقبنة.
وقال المكتب الإعلامي للجماعة أن العقيد عادل فارع ذهب اليوم لتقديم العزاء لأسرة شخص يدعى عبد الجبار قتله أفراد طقم تابع للواء 17 المتمركز في مقبنة.
واتهم المكتب الإعلامي لجماعة أبو العباس بارتكاب جرائم سابقة وكذلك رفض تسليم جبهة الكدحة لأبو العباس حسب توجيهات قيادة التحالف.
“من أين بدأت قصة الكدحة؟”
تقع منطقة الكدحة في الجهة الجنوبية الغربية لمحافظة تعز ومن يسيطر عليها يستطيع تأمين الطريق الرئيس الرابط بين مدينتي تعز والتُربة المؤدي أيضًا إلى مدينة عدن جنوبي البلاد.
مطلع هذا الشهر أحرزت قوات صنعاء تقدمات كبيرة في جبهة الكدحة التي تقع في إطار حماية اللواء 17مشاة التابع في ولائه لحزب الإصلاح.
وهذا ما فتح المجال لجماعة أبو العباس ذات الموقف العدائي القديم والمستمر من حزب الإصلاح للتقدم نحو جبهة الكدحة وبسط سيطرتها هناك، الأمر الذي أثار اللواء 17مشاة وجعله تدخلا في مناطق سيطرته.
وتشير تفاصيل القصة إلى أن القيادي في جماعة أبو العباس صادق المزندي تحرك حينها بمجاميع مسلحة إلى مديرية مقبنة وفور وصوله إلى منطقة تسمى الوادي تعرض لإطلاق نار من قبل أطقم تابعة للواء 17مشاة وقد أحدث هذا اشتباكات عنيفة بين الجماعتين.
على إثر ذلك وفي الثامن عشر من أبريل الماضي اتهم اللواء 17 مشاة نقطة الهنجر التابعة لأبو العباس بمنع مرور أحد الأطقم الذي كان يحمل جريحا أًصيب في المواجهة مع قوات صنعاء حسب قول اللواء غير أن جماعة أبو العباس نفت ذلك في بيان على صفحتها بالفيس بوك وقالت في معرض الرد على التهمة: أفراد الطقم التابع للواء 17 بإطلاق الرصاص مباشرة على الفرد عبدالجبار أحمد علي سعد وهو أحد أفراد ابي العباس المنظمين حديثا إلى الكتائب وذلك في سائلة شبيلة قرية المزاندة مديرية مقبنة، وقام الطقم بأخذ جثة المقتول و الفرار بها و تم إبلاغ غرفة العمليات بذلك و عندما وصل الطقم إلى نقطة الهنجر تم سؤال قائد الطقم من هذا فقال هذا زميلنا أصيب بالمعركة و سوف نقوم بنقله للمستشفى ، النقطة أبلغت غرفة العمليات و السيطرة و التي أمرت باعتقالهم و تم التعرف على الجثة واتضح أنها تابعه للمغدور عبدالجبار التابع لكتائب أبي العباس وتم اعتقال ثمانية أفراد كانوا على متن الطقم.
كان هذا بداية التصعيد بين جماعة أبو العباس واللواء 17مشاة وأتى بعد ذلك قرار من قيادة التحالف بسحب بساط جبهة مقبنة والكدحة من اللواء 17 وتسليمها لأبو العباس، ويعتقد أن الإمارات هي من وقفت وراء هذا القرار نظرا لتعهدها بمحاربة الإخوان المسلمين وضغطها في وقت سابق باتجاه خروج القيادي في الإصلاح حمود سعيد المخلافي فيما يرى آخرون أن ذلك تمهيدا لإخراج أبو العباس من المدينة حيث يفرض عليها سيطرة شبه كاملة مغيبا حزب الإصلاح عن المشهد.
ونفذت جماعة أبو العباس ردة فعل مباشرة على محاولة اغتيال زعيمها حيث أشارت المصادر إلى اندلاع مواجهات عنيفة ومباشرة بين الجماعتين وما زالت مستمرة إلى الآن.
وكان القيادي في اللواء 17 قد اتهم جماعة أبي العباس بتهديدهم له بالتصفية الجسدية, بعد فشلهم من السيطرة على موقع في جبهة مقبنة شمال غرب تعز.
وقال حميد الخليدي بأنه تلقى اتصالاً هاتفياً من محمد نجيب رئيس عمليات كتائب أبي العباس, جاء بعد زيارة قام بها عادل فارع (أبو العباس) إلى مديرية مقبنة للتعزية بمقتل أحد أفراده.
ولم ينف الخليدي محاولة اللواء اغتيال أبو العباس (عادل عبده فارع) غير أنه أشار إلى أن أفراد الواء المتمركزين في أحد المواقع تفاجأوا بهجوم مباغت للسيطرة عليه من قبل أفراد عادل فارع الذين قدموا بعدد من الأطقم والسلاح المتوسط والخفيف.
وأكد الخليدي أن أفراد الموقع تعاملوا مع الموقف وصدوا الهجوم المباغت لهم, وأنهم مستعدون للتحقيق في الحادثة.
وفي ذات السياق نشرت مواقع تابعة للإصلاح من بينها موقع المشهد اليمني توضيحا قالت أنه من اللواء 17 مشاة
وقال التوضيح أن الاشتباكات لم تكن ناتجة عن محاولة اغتيال للقيادي أبو العباس -كما يروج له – لكن السبب وراءها يعود إلى عدم التنسيق بين الوحدات القتالية.
وأضاف ” أن قائد جماعة أبو العباس زار الجبهة دون تنسيق مع قيادة اللواء وعند وصول مجاميع مسلحة تابعة لكتائب أبو العباس إلى موقع “هوب العقاب” الذي يرابط فيه أفراد من اللواء 17 مشاة، كما الاشتباه بهم ووفقاً لذلك اندلعت الاشتباكات بين الطرفين”
وتابع ” أن جنود اللواء 17، اعتبروا المجاميع المسلحة مجموعات عدائية بسبب عدم علمهم المسبق بالزيارة، ما يتنافى مع تنظيم التعاون والتنسيق بين الوحدات والمقاتلين”.
واختتم اللواء 17 توضيحه بقولة ” كان يفترض علي أبو العباس التواصل مع قيادة اللواء ويطلب منهم الرغبة بزيارة مواقع الجبهة والتنسيق له وإبلاغ مقاتلينا باستقبالهم وعدم التعرض لهم كونهم مجاميع صديقه.
“ماقبل صراع جبهة الكدحة..”
في يناير الماضي قامت جماعة أبو العباس بانقلاب على الفصائل الموالية للتحالف والتي يتزعمها حزب الإصلاح.
وأقدمت الجماعة على مهاجمة إدارة أمن محافظة تعز واختطاف نائب مديرها المنتمي إلى الحزب عدنان السقاف وكذلك مهاجمة الإدارة العامة للشرطة والأمن السياسي وعدد من أقسام الشرطة والبحث الجنائي إضافة إلى ديوان عام المحافظة .
وكذلك قامت باستحداث نقاط في أماكن تقع تحت سيطرة ما يسمى باللواء 17مشاة التابع للإخوان المسلمين على خط الضباب واندلاع اشتباكات مباشرة بينها وبين جماعة الإخوان وسط شارع جمال باستخدام أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.
إقدام أبو العباس على هذه الأعمال أتى بعد بضع أيام من قيامه بطرد عناصر حزب الإصلاح من سوق ديلوكس واختطافه صهيب المخلافي ابن أخت القيادي العسكري الإصلاحي صادق سرحان وهو الأمر الذي عزز المخاوف لدى حزب الإصلاح من مخطط لاجتثاثه من المدينة، وبدا واضحا من خلال مناشدة قاموا برفعها لهادي مطالبين إياه بإيقاف أبو العباس وواصفين ما قام به الأخير بالانقلاب ليس عليهم فحسب وإنما حتى على هادي ذاته.
وكرد على اتهامات الإصلاح برر أبو العباس أعماله بأنها رد على ما قامت به عناصر تابعة للإصلاح يقودها “غزوان المخلافي” من اختطاف لصهره المرتزق رضوان كواتي على خلفية الصراعات الدائرة بينهم على النفوذ وسط المدينة.
يصطف إلى جانب المرتزق أبو العباس في هذا الصراع التنظيم الناصري وما يسمى بكتائب حسم وهو ما أدى إلى تعرض قائد ما يدعى باللواء 35 مدرع المنتمي للتنظيم الناصري العميد عدنان الحمادي في ذات الشهر وأشارت الأدلة إلى تورط حزب الإصلاح فيها.
وبينما كانت هناك بوادر للإصلاح بين الجماعتين أسفرت إحداها عن لقاء جمع بين حمود المخلافي وأبو العباس في مأرب إلا أن الأخير اتهم حزب الإصلاح بالغدر به وأخذه لزيارة شخص لا يرغب بزيارته وتصويره حينها.
“جذور الصراعات..”
وتعود جذور هذه الصراعات إلى أكتوبر 2015م حيث قامت دولة الإمارات بإنشاء فصيل جديد لما يسمى بالمقاومة الشعبية بقيادة أبو العباس في مقابل الفصيل الممول سعوديا بقيادة حمود المخلافي الذي ينتمي إلى تنظيم الإخوان المسلمين.
إنشاء الإمارات لجماعة أبو العباس جاء نكاية بالإخوان المسلمين الذين تصنفهم كجماعة إرهابية وتشن عليهم عبر قيادتها أكثر من هجوم لاذع وقد أدى هذا إلى تصدع الخلافات بين الفصيلين البارزين في المدينة والمتمثلة في جماعة الإخوان الممولة سعوديا وقطريا وجماعة السلفيين الممولة من الإمارات.
وعلى خلفية الصراعات المتكررة تتهم جماعة حزب الإصلاح أبو العباس بالسعي إلى السيطرة على المناطق الواقعة تحت سيطرة الفصائل الموالية للتحالف لا سيما بعد قيام الأخير بطرد عناصرها من منطقة ديلوكس ومؤخرا اقتحام حاميتها العسكرية في جبهة مقبنة، واتهامه لها في وقت سابق عبر مقابلة له مع موقع “المدينة الآن” بنهب الأموال المقدمة من التحالف وعملها لصالح حزبها ودعوته لطردها من المدينة.
الخبر اليمني