صفقة لافروف والجبير:لماذا ابلغت موسكو صنعاء بموعد الهجوم على الحديدة؟
المساء برس : خاص
كثفت المملكة السعودية من تحركاتها السياسية لدعم التحرك العسكري الأجنبي في اليمن والهادف الى السيطرة على مدينة الحديدة وعلى كامل الساحل الغربي لليمن الممتد من ميدي شمالاً وحتى باب المندب جنوباً .
وإزاء المواقف الدولية الرافضة لأي عملية عسكرية ضد المدينة التي تعتبر البوابة الوحيدة لوصول المساعدات والمواد الغذائية للملايين من اليمنيين تحاول السعودية وبأساليب مختلفة كسب مواقف كافة الدول والمنظمات فهاهو وزير الخارجية السعودي وبعد يوم واحد من تحذيرات موسكو للتحالف من اي عملية عسكرية تستهدف الحديدة يقف جنباً الى جنب مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
تواجد الجبير في موسكو وعقده لقاءات مع المسؤولين الروس يثير الكثير من التساؤلات حول اهمية واسباب الزيارة وتوقيتها.
وفي الوقت الذي أكتفت فيه الوكالات الإخبارية في روسيا وكذلك في السعودية على التطرق ان المباحثات ركزت على ملفات سوريه واليمن إلا انها لم تورد اي تفاصيل حول اي توافقات روسية سعودية بشأن الملفين.
وكان الوزير الجبير قد أكد انه بحث اهمية ايجاد حل للأزمة اليمنية على أساس قرار مجلس الأمن 2216 ومخرجات الحوار الوطني اليمني والمبادرة الخليجية، مذكراً أن المباحثات تناولت التعاون القائم بين البلدين في مواجهة التطرف والإرهاب وكيفية تعزيز هذا التعاون من أجل أمن مواطني البلدين.
وفيما لم يصدر اي موقف روسي يؤكد أو يتراجع عن التصريحات التي ادلى بها نائب وزير الخارجية والتي تؤكد ان روسيا تعارض اي عملية عسكرية ضد الحديدة إلا ان المؤشرات تؤكد ان روسيا قد تتراجع عن ذلك الموقف وما إبلاغ صنعاء عن عملية عسكرية وشيكة ضد الحديدة إلا دليل على ذلك.
فروسيا اتجهت وبعد لقاء الجبير الى ابلاغ صنعاء بقرب شن الهجوم ولم تتجه الى التحذير مجدداً من العملية وتاكيد رفضها لها ما يعني ان صفقة جديدة عقدها الجبير مع الجانب الروسي تتضمن على الأقل الصمت الروسي وعدم التحرك في حال اي تصعيد عسكري في الساحل الغربي لليمن وهنا يحاول الدب الروسي حفظ ماء الوجه بإبلاغ صنعاء عن قرب العملية وهو ما يعني ثانيةً أن روسيا ستقف على الحياد أو بالأصح اعطت السعودية إشارات بأنها لن تعارض أي تصعيد عسكري.
وتشير زيارة الجبير ان السعودية وضعت حساباً للموقف الروسي المعلن في مؤتمر المانحين عن طريق نائب وزير الخارجية ولهذا سارعت في إبتعاث الجبير لتهدئة موسكو وتطمينها بل وحتى وضع عروض جديدة لشراء اسلحة كما فعلت الإمارات قبل أيام حين زار بن زايد موسكو والتقى بالرئيس بوتين قبل ان ينشر الإعلام خبر تزويد الإمارات بطائرات روسية حديثه.
يذكر ان صنعاء لا تعول على الموقف الروسي وإن كانت ترى الى ضرورة ان تعمل موسكو على تحقيق التوازن في اليمن إلا ان هذا التوازن لا يخضع إلا لحسابات المصلحة الروسية نفسها وهو ما باتت تدركه صنعاء منذ ان مر القرار 2216 الذي كان مؤشر على ان صنعاء تخوض المعركة وحيدة أمام تحالف يضم ما لا يقل عن 17 دولة بدون روسيا طبعاً .
خاص / المساء برس