سوق الربوع بذمار.. “مول الفقراء”
المساء برس – ذمار- خاص/ المكان الذي يعج بالباعة والمتسوقين طوال أيام الأسبوع, لكنه يبلغ ذروته يوم الأربعاء, فمنه أستمد أسمه, الذي يعود تاريخهُ إلى عهد التواجد العثماني في اليمن, وما يزال حاضراً في تفاصيل الحياة اليومية لأهالي مدنية ذمار, خاصة الفقراء الذين يجدون فيه حاجياتهم من كل الأصناف ابتدأ من البهارات وانتهاء بالملابس.
يتوسط السوق مدنية ذمار, وتكتمل في وزواياه قصة كفاح لشباب وجدوا أنفسهم هناك, يبيعون آي شيئ للمتسوقين, بعد أن لفضتهم مقاعد الدراسة ووظائف القطاع الخاص.
فخلال زيارة “المساء برس” للسوق, كان هناك خمسة على الأقل من نحو عشرين بائع, وفي زاوية واحدة, يحملون مؤهلات دراسية أكاديمية بين البكالوريوس والدبلوم, والبعض منهم موظف حكومي.
عبد الله الروضي, تخرج قبل خمس سنوات تخصص دراسات إسلامية من جامعة ذمار, يقول لـ(المساء برس): نسيت كل شيء في تخصصي الجامعي, وطوال السنوات الماضية بحثت عن عمل لكن لم أجد, لتأتي أزمة 2011م, تكمل الباقي, و” تعيد الناس إلى الصفر” حد تعبيره.
لافتاً إلى انهُ أمتهن بيع ” البطاط والخضروات” بعد أن انسدت سبل الحياة في وجهه.
عن تاريخ السوق, يقول لـ(المساء برس) العاقل ” يحيى البياض” انهُ انشئ في بداية التواجد العثماني بذمار, كسوق يضم كل المنتجات الزراعية والحرفية, حيث كان, ويفد إليه أبناء مناطق ذمار البعيدة والقريبة أما للشراء أو للبيع.
مضيفاً:مع توسع البناء العمراني في مدنية ذمار, بدأت توجد أسواق مستقلة ومتخصصة في بيع صنعة واحد مثل سوق الحب وسوق المعطاره, ومع اندلاع ثورة 26 سبتمبر عام 1962م, تم تقسيم السوق بحسب الأصناف, لتباعد أطرافه, لكن تتالي الأزمات التي مرت بها اليمن أعاد الناس إلى سوق الربوع. مؤكداً ان أرض السوق تعود ملكيتها للأوقاف, وتم وقفها للباعة الفقراء, ليقتاتوا فيه.
تتناغم فيه حركة الإيقاع اليومي المتسارع, التي تزداد ضجيجاً في أيام شهر رمضان, تبدأ منذ ساعات الفجر وتنتهي مع أذان المغرب.
للسوق ثلاثة مداخل رئيسية وعدد كبير من المدخل الفرعية, ويحاط به, ثلاثة مساجد صغيرة – – وجامع كبير- جامع المدرسة الشمسية – وفيه لكل متر, ثمن بحسب الموقع, فداخل السوق يصل إلى خمسين ألف ريال, وفي جوانبه يصل إلى ثلاثين ألف, تدفع لمرة واحد كـ “نقل قدم”, يدفعها البائع الجديد للبائع السابق, و” تكتفي اللجان البلدية بتحصيل بعض المبالغ المالية من الباعة المخالفين, بدون أن تتدخل في نظام السوق”. وفقا لشاب يعمل في بيع الدواجن بالسوق, يدعى” على الخولاني”.
وقال لـ(المساء برس): نظام السوق يختلف عن كل أنظمة الأسواق الشعبية, فمساحة السوق خاصة الزوايا التي تشهد حركة لست حق مشاع بل تحولت مع مرور السنوات إلى مساحات بأسماء أصحابها وكذلك بحسب نوع السلعة, لذا يقال ” هذه بقعة فلان, وهذه بقعة علان” وتظل ملكه حتى يبيعها أو يتنازل عنها. متابعاً: بينما المساحات الباقية في مدخل السوق من سبق أولا فهو أحق بالمكان – من لفي له لفي- لذا نشهد بين الفينة و الأخرى حدوث شجار يتطور أحيانا إلى استخدام السلاح الأبيض.
كما يرتاد السوق قاطني مدينة ذمار وضواحيها, كذلك أتخذ بعض النسوة القادمات من الأرياف لهن مكاناً للبيع, إلى جوار الباعة الآخرين, مع الحفاظ على خصوصية المرأة وقداستها.
تموضعن في أماكن محدده حتى عرفت تلك المساحات الصغيرة بأسمائهن مثل ” بقعة صاحبة الحداء, وبقعة صاحبة البيض البلدي”, وتتلخص تجارتهن في بيع الدجاج المربى في المنازل والبيض, والمشغولات اليدوية المصنوعة من العزف, وبيع أنوع الطبن – التناوير المصنوعة من الطين-, وكذلك بعض الحاجيات المنزلية وأدوات الطبخ.