جرحى الفصائل الموالية للتحالف..أحصنة كسيرة لا تستحق التطبيب
تقرير/ منذ حزيران 1985م حتى بداية 2000م خسر جيش الجيش الإسرائيلي في حربه على لبنان وبحسب الإحصائيات اللبنانية مالا يزيدعن1200 جنديًا بينما خسر الموالون له بقيادة أنطوان لحد أكثر من 5000 شخص. ليس هذا فحسب فحين فر الجيش الصهيوني أمام تقدم جنود حزب الله في بنت جبيل وأراد أتباع أنطوان لحد أن يفروا على شاكلتهم توجهت نحوهم نيران الصهاينة، إذ لا قيمة عندهم – كما قال المعلقون عن الحدث- لأي مرتزق مهما كان حجم ولاءه.
يعتبر البعض أن هذه القصة قد تكون النموذج الأبرز الذي يمثل النهاية الحتمية التي يصل إليها الموالون للجيوش الخارجية في أي مكان في العالم ومدى ضآلة القيمة التي يمثلونها بالنسبة لمن يمولهم غير أنها ليست كذلك أمام ضآلة القيمة التي يمثلها الموالون للتحالف السعودي من أبناء اليمن.
فيما يدفع التحالف للجندي الواحد في مرتزقة البلاك ووتر ما يزيد على 1500 دولار يوميا لا يتجاوز ما يدفع للجندي اليمني التابع له في الشهر الكامل ثلاث 150دولار وقد تتأخر أشهرا كثيرة كما تشير بذلك المناشدات التي يطلقها مقاتلو “الشرعية” ما بين اليوم والآخر، هذا فضلا على أن التحالف يدفع بهم إلى الصفوف الأمامية للمواجهة فيأخذه من تعز أو من الجنوب إلى نهم وميدي وصرواح ونجران وجيزان وعسير وبدون أي تخطيط عسكري يجره وأقرانه إلى حتوفهم.
يقول موالون للتحالف أن الأخير لا يبالي بعدد ضحايا قواته حين يكونون من اليمنيين وإن بلغوا المئات مشيرين إلى ما حوادث كثيرة في ميدي وحرض وصرواح ونهم تجاوز عدد ضحايا المرة الأولى فيها 150 قتيلا وجريح، بل يدفع بمقاتين آخرين تاركا جثث الجماعة الأولى مرمية في الصحاري والجبال.
“جرحى تعز.. حصان كسير لا يستحق الرعاية”
أما إذا لم يقتل الجندي اليمني الموالي للتحالف وأصابته الجروح فيصبح بضاعة غير قابلة للنفع في عين الأخير ولا تستحق منه ريالا واحدا وإن كان لتطبيب الجراح. وهذا هو ما يحدث بالفعل وما بدأ يظهر على ألسنة الجرحى لا سيما جرحى تعز الذين دفع بهم التحالف إلى مختلف الجبهات ليخوضوا معركته ثم تخلى عنهم بعد أن جرحوا وصاروا في عينه بلا فائدة.
وحيث يعدهم قادتهم في “الشرعية” ويمنونهم بواسطة التصريحات المقدمة للاستهلاك الإعلامي لا غير كما يقول الجرحى، وحتى الذين قاموا بتسفيرهم إلى دولتي التحالف السعودي والسوداني فقد تركوا هناك دون أن يقدموا لهم حتى استشارات طبية كما تقول المصادر. ووفقا لما تناقله الموالون للتحالف على وسائل التواصل الإجتماعي فإن تسفير هؤلاء لم يكن إلا نوعا من المغالطة والتفاف من قيادات “الشرعية” في الرياض للهروب من الحرج أمام المجندين الجدد الذي بدأوا يرون في مصير سلفهم مصيرا لهم .
وفيما بدأت خطورة جراحات البعض من المرميين في السعودية والسودان تتفاقم نتيجة عدم الالتفات لها وتتجه نحو التعفن اضطر بعضهم لعرض بعض أعضاء جسمهم للبيع حتى يستطيعوا معالجة أنفسهم بأنفسهم . وهذا ما أقدم عليه أحد القادة البارزين في الفصائل الموالية للتحالف بمحافظة تعز يدعى بفتحي الصوتيات.
وحيث عرض فتحي الصوتيات إحدى كليتيه للبيع ليتمكن من سداد ديونه وانقاذ يده من البتر المصابة منذ سنة وستة أشهر في إحدى معارك جبهة تعز بعد أن لم يعد يمثل أي قيمة بالنسبة قال الصوتيات في منشور له على الفيسبوك أنه يشهد الله أنه يعرض كليته للبيع وأنه بكامل عقله بعد أن ضاقت به السبل وتخلى عنه قادة العدوان وقادة المرتزقة منذ عام وستة أشهر.
وأضاف فتحي : “لم يقدموا لنا شيء سنة وستة أشهر ونحن بالرياض طرقنا كل الأبواب بعد الله دون فائدة … كل يوم ونحن إلى الأسوأ ” مشيرا في منشوره إلى أنه وغيره من جرحى المرتزقة مهانون لا سكن ولا علاج ولا أكل وشرب وأنه لا حيلة لهم
وقال فتحي في منشوره : علينا ديون لا يعلم بها إلا الله من أجل أن نوفر أكل وشرب وسكن ونصبر وننتظر ولكن لا فائدة،مضيفا : تعبنا مش أنا بس مش أنا وغيري من الجرحى تعبنا”.
وإذ تعد هذه واحدة من الحالات الشاهدة على القيمة التي يمثلها المجندين في صفوف التحالف، وحيث تحتاج يد “فتحي الصوتيات” للبتر بسبب الإهمال الذي يعيشه هو وبقية الجرحى لا بسبب الإصابة؛ فإن الحال لا يقف عند هذا الحد لاسيما مع جرحى تعز بالذات ففي آواخر العام الماضي وفيما تم نقل عدد من جرحاهم إلى عدن ليتم نقلهم بعدها إلى دولة خارجية كما زعمت تصريحات لحكومة هادي،وبينما كان هؤلاء الجرحى على مقاعد الطائرة ينتظرون لحظة الاقلاع تفاجأوا بإنزالهم واستبدالهم بأشخاص آخرين ممن جراحهم أقل وهو ما يؤكد القول في أن التحالف السعودي لا يمكن أن يصرف فيما لم يعد يرجو منه فائدة.
وفي ذات السياق كانت قانت الجزيرة القطرية قد عرضت مقطع فيديو لأحد الجرحى من أبناء تعز في مارس هذا العام ويدعى رشاد البريهي وهو يصارع الموت ويردد “أنا مديون..أنا مديون”، في مشهد يدل على التعامل القاسي من قبل دول التحالف مع مجنديها اليمنيين
وقد دفعت هذه المآسي إلى إقدام بعض الجرحى على الانتحار وهو ما أقدم عليه أحد الأفراد المنتمين إلى اللواء35 مدرع،والذي قام برمي نفسه وفقا لشهود عيان من جبل شاهق،بعد أن وصل به الحال الى وضع من الصعب أن يحتمله وكذلك ما حاول الإقدام عليه في مطلع هذا العام أحد الجرحى الذين قام التحالف بتسفيرهم إلى السودان في مقر السفارة اليمنية هناك وفقا لمعلومات نقلتها صحيفة عدن الغد.
ولجأ بعض الجرحى الذين أدركوا ضآلة قيمتهم لدى التحالف إلى مناشدة ما يسمى برئيس اللجنة الثورية الحوثي للاهتمام بجرحاهم ورعايتهم كجرحى الجيش واللجان الشعبية معبرين عن خيبة أملهم في التفات العدوان لهم .
وكتب أحد القادة الميدانيين للما يسميه التحالف بالـ”المقاومة” ويدعى فهمي مارش مناشدة لرئيس اللجنة الثورية محمد علي الحوثي في يوليو الماضي قال فيها : نناشدكم الله والرحم بأن تنظروا الى جرحى مدينة تعز بعين المسؤلية لا بعين العداء وأن تفتحوا لهم الطريق للعلاج فى مستشفيات صنعاء ، وأن تقوموا برعايتهم كما ترعون جرحاكم .
وأضاف مارش معبر عن خيبة الأمل التي وصلوا إليها وهم يستجدون قادة التحالف لعلاجهم :”تعلم جيدا سيادة الرئيس بأن اصواتنا بحت ونحن نناشد (حكومتنا الشرعية) التي نقاتلكم من أجلها ، لم نترك مسؤول مسترزق منها الا ناشدناه ولم نترك منظمة انسانية إلا ناشدناها ولم يبق لنا سواكم أنتم أيها الأعداء قد نجد عندكم مالم نجده عند (شرعيتنا) التي طعنتنا من الظهر”
ومثل هذا أيضا ناشد عضو البرلمان الإصلاحي شوقي القاضي زعيم جماعة أنصارالله اعبدالملك الحوثي ورئيس المؤتمر الشعبي العام بإنقاذ جرحى الفصائل الموالية للتحالف والتدخل لعلاجهم وهو ما استجاب له رئيس اللجنة الثورية ووجه بتشكيل لجنة للتواصل مع الجرحى ورعايتهم.
ويبلغ عدد جرحى الفصائل الموالية للتحالف السعودي ما يقارب 40ألف جريح وفقا لمصادر في صفوفهم بدأت جراحهم بالتفاقم نحو العفونة والغرغرينا كما تقول مناشداتهم.
زكريا الشرعبي – الخبر اليمني