أموال السعودية تشعل صراع الحلفاء في مأرب”جباري والمشائخ وقادة الألوية”
المساء برس – خاص/ تصاعدت حدة التوتر مؤخراً بين قيادات الألوية والوحدات العسكرية في مأرب وبين عبدالعزيز جباري نائب رئيس الوزراء في حكومة الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي، من جهة، وبين عدد من المشائخ في مأرب والقادة العسكريين من جهة ثانية.
ووفقاً لما أفادت به مصادر من مأرب لـ”المساء برس” فإن حدة الخلافات بين الطرفين ازدادت بعد أن أشيع أن عبدالعزيز جباري أعلن بشكل غير رسمي نية الحكومة خصم 20% من رواتب الجنود في صفوف “قوات الشرعية الموالية للتحالف”.
وأكدت المصادر ذاتها أن قائد المنطقة الثالثة اجتمع الليلة قبل الماضية بقادة الألوية والوحدات العسكرية وأبلغهم “بأن جباري قال أنه سيتم خصم 20% من راتب كل جندي” ما أثار جدلاً واسعاً داخل الاجتماع الذي خرج برفض قرار جباري جملة وتفصيلاً.
وفي المقابل لم يصدر عن نائب رئيس الحكومة أي تعميم أو قرار رسمي بهذا الشأن حتى اللحظة، كما لم تعلق حكومة هادي على هذا الإجراء بالنفي أو التأكيد.
“صراع الحلفاء يتطور مناطقياً”
وكانت توترات العلاقة بين جباري ومحافظ مأرب المعين من قبل “هادي والمحسوب على حزب الإصلاح الشيخ سلطان العرادة من جهة وجباري وعدد من القادة العسكريين من جهة أخرى، قد دفعت بـ”جباري وهو الرجل الثاني في حكومة هادي” إلى الإفصاح لأحد الإعلاميين في مأرب بالقول “لسنا جود عند سلطان العرادة”، وفقاً لمعلومات مؤكدة حصلت عليها “المساء برس” في وقت سابق، ما دفع عدداً من الناشطين ليلة البارحة إلى الرد على جباري بالقول “ونحن لسنا كذلك جنود عندك يا جباري وعند ذمار”، في تطور خطير ينبئ بنشوب صراع مناطقي محتمل قد يغير خارطة التحالفات السياسية والمناطقية شمال اليمن.
(جنود الشرعية “الضحية أولاً وأخيراً”)
مصادر في مدينة مأرب قالت لـ”المساء برس” أن القادة العسكريين في المحافظة “يقومون بتأجيج أفراد الجيش ضد جباري ويبثون شائعات بوقوفه خلف عرقلة تسليم المرتبات”.
وكان ناشطون محسوبون على “جباري” قد ألمحو في منشورات لهم بصفحات التواصل الاجتماعي بوجود حملات داخل الوحدات العسكرية تستهدف “جباري” وطالبوا منه أن “يرفع بالمغالطين والمعرقلين للقائد الأعلى لتغييرهم فوراً” في إشارة إلى قادة الوحدات العسكرية.
“فساد الجيش في مأرب”
في منتصف العام 2015م تقريباً شرع “التحالف العسكري بقيادة السعودية والإمارات ضد اليمن” بشن هجوم مكثف على مدينة مأرب وضواحيها بغرض السيطرة عليها وجعلها نقطة البداية لتشكيل ما يسمى بـ”الجيش الوطني” الذي تولى مهمته اللواء/ محمد المقدشي والذي عُين حينها رئيساً لأركان “جيش الشرعية”.
لكن وبعد أن تدفقت الأموال من السعودية لتشكيل الوحدات العسكرية وتشكيل الألوية بدأت فكرة “إنشاء جيش وطني تتلاشى” وحلت محلها المشاريع الخاصة وجمع الأموال من المملكة لحساب القادة العسكريين وبعض المشائخ المحسوبين على الرئيس المنتهية ولايته، وأدى ذلك إلى ممارسات فساد بملايين الريالات والتي كشفتها خلافات الحلفاء في مأرب والجوف مؤخراً بين المنشقين عن حزب المؤتمر من جهة والمحسوبين على حزب الإصلاح “الإخوان المسلمين في اليمن” من جهة ثانية.
وكانت دولة الإمارات قد أوعزت لوسائل إعلامية موالية لها بكشف ممارسات فساد وتزوير في كشوفات المجندين وإعداد كشوفات بأسماء وهمية بغرض الربح وجني المزيد من الأموال تحت مسمى “تشكيل الجيش الوطني ومستحقات الجنود في الجبهات والوحدات العسكرية”.
“بدر الشميري يشعل فتيل المواجهة في مأرب”
مصادر قبلية في مأرب أكدت لـ”المساء برس” أن الحملة التي شنها ناشطون ضد جباري و”بث شائعة خصم 20% من رواتب الجنود” كان الهدف منها تغطية فضيحة فساد المسؤول المالي لجبهة صرواح بدر الشميري والتي كشفها في منشور له الشيخ/ طارق العواضي أحد مشائخ المنطقة قبل هجوم ناشطين على جباري بثلاث ساعات.
وكشف “العواضي” في منشور له مساء أمس أن بدر الشميري وخلال أكثر من سنة ونصف يوفر شهرياً مائة وثلاثين مليون ريال أي ما يقارب “اثنين مليار ريال” خلال العام والنصف التي تولى فيها مهمة المسؤول المالي لجبهة صرواح.
ويضيف العواضي في منشوره “وهذا في جبهة واحدة وفساد مندوب صغير ناهيكم عن الفساد بالمليارات شهرياً في الجيش الوطني”.
كما كشف “العواضي” في منشوره فضيحة المنطقة العسكرية السادسة “التي يتجاوز عدد قوتها البشرية في الكشوفات أكثر من ثلاثين ألف جندي بينما الأسماء الحقيقية لا تتجاوز أربعة عشر ألف جندي والنصف من هذا العدد غير متواحد والأسماء الباقية اتضح أنها وهمية ومزدوجة”، ما يعني أن أكثر من 16 ألف جندي في المنطقة السادسة عبارة عن أسماء وهمية ومكررة، لافتاً إلى وجود “نهب للدعم المالي المقدم “للجيش الوطني” واختفاء أسلحة وأطقم ودعم وتغذية لعشرات الآلاف من هذه الأسماء وفساد في الجيش الوطني وبيع الأسلحة”.