نتائج عكسية لحملة الساحل الغربي.. حدود المملكة تشتعل والحديدة تستعد
المساء برس – خاص/
قالت مصادر في الرياض إن أحد أهداف تكثيف الحملة الإعلامية للتحشيد لمعركة الحديدة، كان الغرض منه إرباك أفراد الجيش اليمني التابع لحكومة الإنقاذ بصنعاء ومسانديهم من اللجان الشعبية المتواجدين في الجبهات الحدودية للمملكة السعودية.
وأضافت المصادر المقربة من الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي إن الحملة ارتدت بنتائج عكسية لما كان متوقعاً.
وألمحت المصادر في حديثها لـ”المساء برس” إلى أن القوات السعودية توقعت تخفيف الضغط على الحدود عبر انسحاب جزئي للمقاتلين التابعين لحكومة الإنقاذ والتوجه نحو الساحل الغربي استعداداً لأي هجوم عسكري من قبل التحالف على مدينة الحديدة أو مينائها.
وتؤكد معلومات حصلت عليها “المساء برس” مسبقاً الرواية السابقة من الرياض، وبحسب التقارير الميدانية فإن العمليات العسكرية لأفراد الجيش واللجان التابعة لحكومة الإنقاذ بصنعاء اتسعت بشكل لافت، على عكس توقعات الجيش السعودي.
السعودية تجني نتائج عكسية لتوقعاتها في الحدود
وأوكلت قيادة الجيش اليمني التابع لحكومة الإنقاذ إلى وحدة القناصة بشن عمليات عسكرية خاطفة، ضد مواقع الجنود السعوديين وألحقت فيهم خسائر بشرية كبيرة تجاوزت الـ(100) جندي خلال أقل من شهر.
وتقول تقارير غربية إن المملكة تتكتم على خسائرها البشرية في الحدود، بالرغم من استعانتها بمقاتلين يمنيين موالين لها للقتال نيابة عن جنودها.
وتفيد التقارير الميدانية أيضاً أن مدفعية “الإنقاذ” أسهمت بشكل كبير في خلخلة الصفوف الدفاعية السعودية داخل أراضيها، وتؤكد هذه التقارير أن نطاق المدفعية اليمنية اتسع ليطال مواقع رقابية سعودية استحدثها الجيش السعودي بعد تقهقره وخسائره مواقع عسكرية في الصفوف الأمامية جراء عمليات القنص التي تطال جنوده.
قوات صنعاء تعزز تواجدها وتعيد تموضعها في الحديدة
ومقابل الهجوم الإعلامي والتهيئة التي قادتها وسائل إعلام دول التحالف للهجوم على الحديدة و”تحرير مينائها” حسب وصفها، فقد أدت هذه التهيئة إلى إعادة ترتيب قوات صنعاء لصفوفها وتعزيز تواجدها داخل الحديدة وسواحلها.
ومؤخراً نقلت وكالة أنباء يمنية عن مصادر عسكرية في صنعاء قولها أن عشرات الآلاف من المقاتلين اليمنيين ، يتواجدون حالياً في مدينة الحديدةوالساحل الغربي لليمن “لمواجهة أي حماقة عسكرية سعودية أمريكية” تهدف لاقتحام ميناء ومدينة الحديدة غرب اليمن.
وتؤكد المصادر ذاتها أن ما يقارب من (100) ألف مقاتل من الجيش واللجان الشعبية باتوا جاهزين “لخوض معركة التصدي لأي عدوان أمريكي سعودي على المدينة”، ولم تؤكد وزارة الدفاع التابعة لحكومة الإنقاذ صحة هذه الأرقام من عدمها.
غير أن ما تؤكده المعلومات الواردة من الحديدة هو وجود قوة عسكرية كبيرة داخل المدينة وأطرافها المحاذية للشريط الساحلي.
وتحدثت مواقع وصحف غربية الأيام القليلة الماضية عن المخاطر التي قد يجنيها “التحالف العسكري بقيادة السعودية” جراء استهدافه الحديدة ومينائها، التقارير التي نشرتها وسائل إعلام غربية نقلت عن مسؤولين أمريكيين اعترافهم بعدم القدرة على التقدم نحو الحديدة وشن هجوم عسكري بري وبحري وجوي.
وتشير معظم هذه التقارير إلى أن متابعة مجريات العمليات الحربية في المخا وتراجع “قوات التحالف” بعد سيطرتها على المدينة قبل شهرين، هو ما عزز القناعة بعدم الاستهانة بمعركة الحديدة وما قد يصاحبها من نتائج ترتد عكسياً على التحالف.
بينهم (19) سودانياً.. مقاتلوا التحالف يؤسرون في “المخا”
مؤخراً أعلن قيادي ميداني في حركة “أنصار الله” إن قوات الجيش واللجان التابعين لحكومة الإنقاذ تمكنوا من أسر 19 جندياً سودانياً في جبهة المخا، ويؤكد أيضاً في تصريح لصحيفة إقليمية إن معسكر خالد لا يزال “تحت سيطرة الجيش واللجان الشعبية، ولا تزال مديرية موزع تشهد عمليات عسكرية متبادلة بين الطرفين”.
وبدورها أكدت وسائل إعلام محلية موالية لـ”التحالف” عدم سيطرة ما يسمى بـ””قوات الشرعية والتحالف” على جبل النار الاستراتيجي، مشيرة إلى أن ما حدث هو محاولة الزحف والالتفاف على الجبل بنحو 200 مدرعة وعربة عسكرية وبإسناد جوي وبحري مكثف، حيث تم السيطرة على جبل الشبكة لساعات قبل أن يفاجؤوا بهجوم معاكس من اتجاهين خسروا على إثره جبل الشبكة ولقي عشرات الجنود السودانيين والمقاتلين المنتمين لـ”المقاومة الجنوبية” حتفهم، فيما انسحبت بقية القوة من الموقع.
وفيما يؤكد مصدر عسكري في معسكر خالد بن الوليد الاستراتيجي بقاء المعسكر تحت سيطرة قوات الجيش التابع لحكومة الإنقاذ، ذهبت مصادر صحفية إلى الحديث عن وصول قوات من المرتزقة السودانيين وقوات “المقاومة الجنوبية” إلى مناطق قريبة من معسكر خالد مؤكدة تمكن هذه القوات من رصد تحركات قوات الجيش واللجان الشعبية وإمكانية استهدافهم بالمدفعية الثقيلة.
إلى ذلك كشفت مصادر إعلامية عن “وصول دفعة جديدة اليوم من المقاتلين اليمنيين إلى ميناء المخاء بعد أن تم تدريبهم في معسكر تابع للتحالف في إرتيريا”.
وتجدر الإشارة إلى أن معسكر خالد بن الوليد يمثل أهمية كبيرة واستراتيجية نظراً لموقعه الذي يشرف على مفترق ثلاث طرق إمداد رئيسية (المخا، تعز، الحديدة) ويرجح كفة من يسيطر عليه وهو ما يعني السيطرة النارية على صحراء مديرية المخا بأكملها.
وتعتبر مدينة المخا وصحراءها البوابة الرئيسية لمحافظة الحديدة خصوصاً وللشريط الساحلي الغربي لليمن عموماً، ما يعني أن خوض أي معركة للسيطرة على الساحل الغربي الممتد بطول محافظة الحديدة في ظل الوضع العسكري القائم في المخا والوازعية أمراً شبه مستحيل.
حشد شعبي من المتطوعين نحو الحديدة
وقال لـ”المساء برس” مصدر عسكري في صنعاء إن قيادة الوحدات العسكرية في الحديدة تستقبل يومياً “العشرات إن لم يكن المئات” – حد وصفه – من المقاتلين الشعبيين المتطوعين للقتال والدفاع عن الساحل الغربي في حال تعرضه لأي هجوم محتمل.
وكانت عدد من القبائل في مختلف المحافظات التابعة لحكومة صنعاء قد أعلنت عن رفد جبهة الساحل الغربي بالمقاتلين الشعبيين.
ومؤخراً أعلنت قبائل مديرية عتمة في ذمار النفير العام وجهزت عشرات المقاتلين “للتحرك صوب الساحل الغربي لردع الغزاة وأزلامه من المرتزقة” حسب بيان صادر عن جمع قبلي لأبناء المديرية دشنوا خلاله إرسال مقاتلين محليين إلى الحديدة.
كما أكدت وسائل إعلام محلية إرسال قبائل “عزلة حمير بمخلاف السمل” مقاتلين شعبيين للمشاركة في معركة الساحل الغربي.
وفي محافظة المحويت القريبة من العاصمة صنعاء دفعت القبائل بعتاد عسكري خفيف ومتوسط بمعية عشرات المقاتلين المحليين الذين تحركوا نحو محافظة الحديدة.
ومنذ أن أعلن التحالف اعتزامه خوض معركة الحديدة لا يكاد يمر يوم إلا ويتحرك فيه مقاتلين شعبيين بسلاحهم نحو الحديدة، من مختلف المحافظات والمديريات الواقعة في إطار سلطات صنعاء.