تكتلات جيش “الشرعية”.. صراعات تدفع هادي للتحشيد الشعبي
المساء برس – خاص/
أدت الخلافات العسكرية بين قادة الألوية المحاور العسكرية على الأموال الموجهة من السعودية لدعم المقاتلين في صفوف ما يسمى بـ”قوات الشرعية” إلى ظهور تمردات في صفوف هذه القوات.
وبرزت خلال الأيام القليلة الماضية خلافات كبيرة بين وزير الدولة في حكومة بن دغر “الشيخ عثمان مجلي” المسؤول الأول عن صرف الأموال المقدمة من السعودية وتوزيعها على مختلف الوحدات العسكرية التابعة لما يسمى “الشرعية” في المناطق الشمالية وبين قادة الألوية والمحاور العسكرية في تلك المناطق.
وبحسب مصادر المساء برس فقد عصفت هذه الخلافات بمجريات سير المعارك شمال البلاد وغربها وهو ما أدى إلى تقهقر وتراجع كبير في صفوف قوات الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي خصوصاً في جبهات البقع بصعدة والمصلوب والغيل بالجوف والكدحة جنوب غرب تعز.
وأفادت مصادر ميدانية موثوقة للمساء برس بوجود حالات فرار جماعي في صفوف قوات هادي احتجاجاً على عدم صرف المرتبات من جهة ولتردي الأوضاع العسكرية وتحديداً فيما يخص العتاد العسكري والذخيرة والطعام من جهة ثانية.
هادي يلجأ لحشد شعبي بدلاً من قواته
مصادر في الحراك الجنوبي ربطت بين الوضع العسكري لقوات هادي الذي وصفته “بالمتهاوي” وبين الاجتماع الذي عقده اليوم الرئيس المنتهية ولايته في العاصمة السعودية الرياض وضم مستشاريه وعدد من المشائخ الموالين للتحالف والذين كان قد سبق وأن اجتمع بهم ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وبحسب ما تناقلته وسائل إعلامية موالية لهادي فقد دعا الأخير الحاضرين إلى العمل على حشد شعبي والتوجه نحو الجبهات للقتال.. وهو ما اعتبرته المصادر في الحراك مؤشراً بتوسع التفكك والخلافات في صفوف الوحدات العسكرية التابعة لـ”الشرعية”.
جيش “الشرعية” يقتل نفسه
وحصلت المساء برس على معلومات أفادت بأن حدة الخلافات بين الكيانات العسكرية الموالية لهادي خصوصاً في المناطق الشمالية والمتواجدة حالياً في الشريط الحدودي بين اليمن والسعودية ومراكز قيادتها في نجران وعسير قد اتسعت هوتها لدرجة أن بعض هذه الخلافات تصل حد الرد العسكري المباشر ولو بالاستعانة بطيران التحالف.
وعلى غرار ذلك ما حدث قبل خمسة أيام من انقسام بين القيادات العسكرية في المنطقة العسكرية الخامسة العدو اللدود للقيادي المؤتمري المنشق عثمان مجلي، حيث تفيد المعلومات بأن بسام المحضار وعبدالقادر شويط وياسر المعبري وآخر يدعى “أبو الفداء” على خلاف كبير مع عبيد الأثلة وهو قائد محور علب (ويقود كتائب عسكرية يمنية تقاتل داخل الأراضي السعودية نيابة عن الجيش السعودي) وهاشم السيد والشيخ رداد وآخر يدعى “أبو زيد”، وكل هؤلاء قيادات عسكرية محسوبة على حزب الإصلاح ويتهمها عثمان مجلي بتزوير كشوفات المجندين وإضافة أسماء وهمية بغرض جني مزيد من أموال السعودية تحت مبرر مستحقات أفراد الوحدات العسكرية التابعة للشرعية والتي تقاتل في جبهات الحدود وداخل الأراضي السعودية.
المعلومات تؤكد أيضاً أن فصيل الإصلاح داخل الوحدات العسكرية يخون كل منها الآخر، وقبل حوالي خمسة أيام تم تهريب عدة قيادات تابعة لهاشم السيد بقيادة قيادي من مأرب وتم تهريبهم من جنوب البقع وعند وصولهم منطقة تقع بالقرب من بير السلامي تم قصفهم بالطيران السعودي.
السعودية تلجأ لورقة القبيلة
تؤكد مصادر سياسية في صنعاء بأن السعودية باتت تدرك أن لا جدوى من التعويل على جيش “الشرعية” لحسم المعارك، كما أنها تعلم جيداً أن العسكريين الموالين لهادي لا يسعون إلا لتحقيق أكبر قدر من المكاسب المالية والحصول على الأسلحة والذخائر للمتاجرة بها.
وتشير المصادر أيضاً إلى أن طلب ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للقاء بمشائخ اليمن الموالين لما يسمى بـ”الشرعية” جاء بغرض استخدام السعودية ورقة القبيلة ومخاطبة العاطفة والغريزة القبيلة علّها تجدي نفعاً بدلاً من تلك العسكرية التي لم تجنِ منها السعودية سوى الخسائر المالية من جهة والعسكرية من جهة ثانية.
تبخر فكرة إنشاء “جيش وطني”
عقب دخول القوات الإماراتية واحتلالها لمدينة عدن والسواحل الجنوبية واستيلائها على الموانئ اليمنية الجنوبية وكذا تسلمها لمحافظة حضرموت من أيدي تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وكذلك السيطرة على مساحات واسعة من محافظة مأرب بما فيها مركز المحافظة قالت سلطات هادي حينها أن من أولويات مهامها إنشاء جيش وطني خالي من الولاءات الشخصية والعائلية وتكون مهمته استعادة الدولة من “الانقلابيين” حسب تصريحات مسؤولين عسكريين موالين لهادي.
وتقول مصادر جنوبية للمساء برس بهذا الخصوص أن فكرة إنشاء جيش وطني قد تبددت وتحول ما كان يفترض أن يكون نواة لـ”جيش الشرعية” من وحدات عسكرية إلى تكتلات عسكرية تتوزع في ولائها بين الإمارات والسعودية.