يحيى المهدي: “التحالف” دمر 1500 صاروخ في قاعدة العند الجوية وصواريخنا قد تطال دبي
أكد العميد يحيى محمد المهدي، رئيس دائرة التوجيه المعنوي في وزارة الدفاع بصنعاء، أن “الجيش واللجان الشعبية أصبحا اليوم أقوى من ذي قبل، وباستطاعتهما مباغتة العدو في أي مكان وبنجاح”. وقال المهدي، في حوار مع “العربي”، إن “الحرب التي تقودها السعودية منذ أكثر من عامين على اليمن لم تكن متوقعة، والجيش اليمني لم يكن معداً ولا مستعداً لها”، مضيفاً أن “الشعب اليمني هو من يواجه التحالف في مختلف الجبهات”. ورأى أن “السعودية أخطأت حساباتها في اليمن”.
والحرب تدخل عامها الثالث… هل كنتم تتوقعون وأنتم في المؤسسة العسكرية أن تقود السعودية التي رعت تسوية سياسية لسنوات في اليمن حرباً مفاجئة في هذا البلد؟
لم يكن أحد يتوقع في المؤسسة العسكرية والسياسية والمدنية أن السعودية ستكون العدو الأول لكل اليمنيين، وأن تشن عدواناً ظالماً على الشعب اليمني، وأن تقتل النساء والأطفال والشيوخ، ولم يكن أحد يتوقع أن تسخر السعودية أموالها لشراء المرتزقة، وتسخر أسلحتها لقتل اليمنيين لبعضهم البعض باسم الطائفية والمذهبية، ولم يكن أحد يتوقع أن تكون السعودية الأداة الأمريكية العدوانية في اليمن. قبل عامين من الآن، بدأت السعودية بتوجيه ضرباتها على اليمن، وارتكبت أول جريمة تمام الثالثة فجراً الخميس الموافق 26 مارس 2015م في منطقة بني حوات في العاصمة صنعاء، وسقط فيها شهداء من الأطفال والنساء والشيوخ، وصرحت بعد ذلك على لسان ناطق التحالف العسكري أحمد عسيري بأن عاصفة الحزم حققت أهدافها منذ اللحظات الأولى.
هل كان الجيش اليمني يعد لمثل هذه الحرب منذ سنوات؟
الجيش اليمني لم يكن معداً لشيء، ولم يكن مستعداً لهذه الحرب، وإنما على العكس كان الجيش مفككاً ومشتتاً ومفرقاً بسبب المبادرة الخليجية التي كان من أولى أهدافها هيكلة الجيش، وهذا ما تم، لأنهم كانوا يعدون لهذا العدوان، ولذلك عندما قاموا بالعدوان كان لديهم أمل كبير بأن الجيش اليمني الرسمي أصبح مفككاً ولا يمكن أن يقاوم لشهر واحد، ولكن الجيش هو الشعب اليمني، ولا فرق بين الحيش اليمني واللجان الشعبية، واتجهوا جميعاً إلى جبهات العزة والكرامة. اليوم، ونحن نحيي الذكرى الثانية من الصمود، هناك صمود لم يكن يتوقعه آل سعود، ولو كانوا يعلمون بأننا سوف نصمد، ولو كان يعلم آل سعود بأن الشعب اليمني سوف يصمد لعامين وسوف يرتد عدوانهم وبالاً عليهم، وسيكشف ضعف قوتهم في المواجهات، لما دخلوا هذه الحرب.
هل أخطأت حساباتهم في هذه الحرب إذاً؟
نعم بكل تأكيد، لم يكونوا يتوقعون مفاجآت المعركة، فالسعودية أبلغت الولايات المتحدة الأمريكية بأن المعركة لن تتجاوز الأسبوعين وسيحققون النصر، وراهنوا على مرتزقتهم في الداخل للقيام بانتفاضة شعبية من الداخل، ولكن بعد أربعين يوماً من العدوان طلبت السعودية من الولايات المتحدة الأمريكية الحماية، وأكد مساعد وزير الخارجية الأمريكي سابقاً، كولن باول، أن السعودية أبلغتهم بأن الحرب على اليمن لن تستمر أسبوعين، ولكنهم طلبوا مساعدة أمريكا للدفاع عن السعودية بعد أربعين يوماً.
ولكن رغم مضي عامين، لا تزال السعودية وحلفاؤها يراهنون على الحسم العسكري؟
لا يمكن الحسم. الحديث عن الحسم العسكري أصبح حديثاً مستهلكاً يتردد بين فينة وأخرى منذ عامين، وتأتي تلك التناولات في إطار الحرب الإعلامية. والحقيقة أن الحسم العسكري مجرد وهم، لا يمكن أن يتحقق، فالعدو حدد عمر المعركة بأسبوعين فقط للحسم، وهاهو الجيش واللجان الشعبية يدشنان العام الثالث بإطلاق ثلاثة صواريخ باليستية على قاعدة خالد الجوية في خميس مشيط بعسير، وهذه رسالة قوية تؤكد بأن الجيش اليمني لم يعد كما كان في السابق، وأصبح يصنع الصواريخ والطائرات بدون طيار، واستوعب المفاجأة التي كانت قبل عامين، وهذه الرسائل لآل سعود وغيرهم من أعداء الشعب اليمني.
يعزو المسؤولون الموالون للرئيس عبد ربه منصور هادي، ومعهم المسؤولون السعوديون، التطورات التي أعلنت في جانب التصنيع العسكري إلى وجود خبراء إيرانيين في صنعاء. ما رأيكم؟
بالأمس تحدث علي محسن الأحمر عن وجود خبراء إيرانيين. على أولئك الذين يرددون هذه الأسطوانة المشروخة أن يثبتوا بدليل واحد صحة تلك الإتهامات. أحياناً يدعون أن هناك عناصر إيرانية تشارك في المواجهات، ولكن عندما يسألون عن وجود أسرى إيرانيين يقولون لا، لذلك هم يكذبون ثم يكذبون حتى يصدقهم العالم، ولا يستطيعون إثبات ذلك.
هل تستعدون لمعركة طويلة الأمد، وفق النمط السائر حالياً؟
ليس بنفس النمط ولا بنفس النهج، وإنما كلما زاد العدوان زاد التطور وزاد الصمود والتضحية، ويلاحظ بجلاء في الميدان أن أداء الجيش واللجان الشعبية كان في العام الأول من العدوان ضعيفاً نسبياً، ولكن في العام الثاني تنامت قوة الجيش، وأصبحت أكثر قوة من ذي قبل، فالسعودية بما تمتلكه من بطاريات باتريوت الممتدة من شمال المملكة إلى عرضها ومن شرقها إلى غربها، لم تستطع أن تصد الصواريخ الباليستية اليمنية، وهذا دليل على تفوق القوة الصاروخية وقدرتها على تحييد منظومة الباتريوت السعودية.
ولكن نزع القوة الصاروخية الباليستية أصبح مطلباً رئيساً في الحرب أو السلم؟
حاولوا منذ البداية تدمير القوة الصاروخية، وعملوا عبر الخائن هادي على تدمير 1500 صاروخ في قاعدة العند الجوية بمحافظة لحج حتى يبدأوا بهذا العدوان، وهم لم يبدأوا العدوان إلا بعد تدمير الصواريخ الباليستية، بينما هم يملكون أعتى الأسلحة في العالم منها المحرمة دولياً، وأسلحة الدفاع لا تشكل خطراً كما يقولون، ومن حق اليمن أن يدافع عن نفسه بالطريقة التي يراها مناسبة، وامتلاك اليمن للقوة الصاروخية حق مشروع.
خلال السنوات الماضية، تعرضت القوات الجوية اليمنية لعملية تضعيف واضحة، هل ترون أن ذلك كان يندرج في إطار التهيئة لهذه الحرب؟
كان من ضمن هيكلة الجيش، وتمت هيكلة الجيش كقادة، حيث تم تفكيك قادة الجيش الأقوياء والمتماسكين والمترابطين فتم توزيعهم ليكون الجيش ضعيفاً، وتم تدمير الطائرات، وكذلك استهداف بعض القادة والضباط خصوصاً القوات الجوية، وكانت هناك اغتيالات جماعية وفردية، حيث تم استهداف الطيارين بشكل فردي، وكذلك استهداف وسائل النقل الجماعية التابعة للقوات الجوية باستمرار في أكثر من حادثة، وهذه كلها كانت مقدمات لهذا العدوان قام بها الموالون لهم الآن، عبر تلك الأيادي التي افتضحت وانكشفت الحقائق وهم الآن يبحثون عن مأوى.
تحدث زعيم حركة “أنصار الله”، في أحدث خطاباته، عن عودة منظومة الدفاع الجوي قريباً، إلا تستند تلك التأكيدات؟
السيد القائد عبد الملك الحوثي عودنا أن لا نقول إلا حقاً، ولا يعد إلا بشيء يتحقق، وقال في كلمته سنترك ذلك للميدان، والميدان تحدث بالفعل، وخلال سنتين من العدوان والحصار والظلم استطعنا أن نصنع طائرات بدون طيار، وبوجود قيادة حكيمة استطعنا أن نصل إلى هذه المرحلة التي لم يكن يتوقعها العالم أجمع، وعودة المنظومة الجديدة للدفاع الجوي ستكون قريبة، وستكون هناك انتصارات محققة ومضمونة، لأن هذه المرحلة ليس كقبلها.
هناك من يحذر من تحول اليمن إلى كوريا أخرى بسبب تطور القوات الصاروخية؟
كل من يقف في وجه أمريكا يحاولون تشويهه، مثلاً أمريكا تقول إن محور الشر كوريا وروسيا وسوريا لأن تلك الدول وقفت في وجهها، ولذلك أي دولة تخرج عن سيادة ووصاية أمريكا تحاول إخضاعها بشتى الطرق، حتى ولو كان ذلك من خلال الإرهاب الإعلامي. اليمن لم تكن في يوم من الأيام مصدر تهديد لأمن أي دولة، بل بالعكس، اليمن رغم الإعتداء الإجرامي على بلدنا، يقدم اليمنيون أكان من خلال المجلس السياسي الأعلى أوحكومة الإنقاذ الوطني والمكونات الرئيسية للسلام، يمدون أيديهم للسلام، ويقدمون التنازلات من أجل تحقيق السلام .
تتحدثون عن مرحلة ما بعد الرياض، هل تمتلكون مقومات ذلك فعلاً أم أنه مجرد تهديد؟
لكل حادث حديث، والجيش واللجان الشعبية يعتمدان عنصر المفاجأة، ويستطيعان مباغتة العدو في أي مكان ويحققان أهدافهما بفضل الله، ولكنهما يحتفظان بالأسرار العسكرية للوقت المناسب، ومثلما وصلت القوة الصاروخية إلى قاعدة الملك سلمان في الرياض، وأصبحت تحت مرمى النيران اليمنية، فأي قاعدة في أي مكان قد تكون هدفاً للقوة الصاروخية اليمنية ستصل إلى ما بعد الرياض.
إلى دبي مثلاً؟
لا يستبعد أن تصل الصواريخ الباليستية إلى دبي، فالإمارات دولة عدوة، ومن حق أي دولة أن تدافع عن نفسها من الدولة المعتدية، والإمارات أكثر إجراماً في اليمن بعد السعودية، ارتكبت الكثير من الجرائم، استهدفت المساجد والطرقات، وأرعبت العاصمة صنعاء والمحافظات بما تمتلك من طائرات. ومن سخريتها بهذا الشعب الكريم، فقد استعانت بامرأة لقصف الشعب اليمني، لتوصل رسالة للشعب اليمني بأن نساء الإمارات تقاتل قبل رجالها، لذلك فالإمارات أصبحت بلداً إجرامياً بكل ما تعنيه الكلمة، وتعمل من أجل إرضاء النزوات الأمريكية والرغبات السعودية، ولكن الأيام ستثبت غير ذلك.
كيف توصفون المعركة الدائرة حالياً في منطقة باب المندب؟
لباب المندب أهمية استراتيجية على مستوى العالم، وهذا ليس بخاف على أحد، والعدو الصهيوني أكبر المستفيدين من احتلال باب المندب، ورئيس الحكومة الإسرائيلية نيتنياهو اعتبر أكثر من مرة وجود الجيش واللجان الشعبية في باب المندب يهدد الأمن القومي الإسرائيلي وليس الأمن القومي السعودي، وقال في تصريح آخر إن وجود الجيش واللجان يشكلان خطراً على إسرائيل أكبر من الخطر الإيراني، ولذلك هم يستميتون ليس لسحب المعركة إلى هناك، بل للسيطرة على باب المندب والسواحل الغربية بهدف تأمين إسرائيل وتأمين سفن إسرائيل.
ما المعطيات المتوفرة لديكم بشأن مشاركة عناصر تنظيم “القاعدة” في القتال إلى جانب القوات الموالية للرئيس هادي؟
“القاعدة” و”داعش” من الأيادي الأمريكية، تعمل في أي بلد في العالم وليس في عدن، ولم يكن هناك قبل العدوان شيء اسمه “القاعدة” في عدن أو “داعش” في المحافظات الواقعة تحت الإحتلال. اليوم تمتلك “القاعدة” و”داعش” الأسلحة الثقيلة، ويتم تكليف رموز “القاعدة” و”داعش” بقيادة معارك بصورة رسمية بضوء أخضر أمريكي لهادي من أجل تنفيذ مخططهم بكل سهولة. هم حاولوا أكثر من مرة السيطرة على عدن وعلى لحج وعلى أبين لأن الحكومة لا توجد في عدن، وهادي منع من دخول عدن من قبل النظام المحتل الذي قام بهذه الحرب تحت مبرر إعادة الشرعية، وبالأخير طرد هادي من عدن قبل أن يتحقق انتصاره، لكي تتمكن “القاعدة” و”داعش” من السيطرة على المحافظات الجنوبية، وأكبر دليل على ذلك عملية نقل عناصر “القاعدة” و”داعش” من سوريا والعراق إلى المحافظات الجنوبية بضوء أخضر أمريكي، لأن الأمريكان يريدون نشر “القاعدة” في كل الدول العربية، لكي يكون هناك يد للأمريكان للتدخل في شوون تلك الدول.
العربي – رشيد الحداد