وثائق سرية سربتها الإمارات ووقعت بيد الجيش اليمني إحداها تكشف تهديد السعودية لهادي علناً
المساء برس – خاص
قالت مصادر سياسية لـ”المساء برس” إن الوثائق التي عثر عليها أفراد من الجيش اليمني عقب تطهيرهم لأحد المواقع العسكرية التي كان يتواجد فيها مرتزقة العدوان من المحتمل أن تكون قد سُربت بشكل متعمد بغرض كشف مثل هذه المعلومات الخطيرة.
واستغربت المصادر خلال حديثها للمساء برس أن تكون مثل هذه الوثائق متواجدة بحوزة قوات عسكرية في موقع عسكري معرض للهجوم في أي لحظة، مشيرة إلى ترك مثل هذه الوثائق في موقع عسكري كان فعلاً متعمداً يهدف لكشف هذه المعلومات.
المصادر التي فضلت عدم ذكر هويتها لم تستبعد أن تكون الإمارات مصدر تسريب هكذا وثائق خاصة عقب خلافها الكبير مع هادي والذي انتهى بأحداث مطار عدن الأخيرة وصراعها مع السعودية على النفوذ في المحافظات الجنوبية التي تسيطر عليها، مضيفة بأن هذا الإجراء من قبل الإمارات جاء انتقاماً لما خسرته من سيطرتها على إدارة المطار بالإضافة إلى استهداف قيادات عسكرية يمنية موالية لها بمقابل إفساح المجال لآخرين موالين للسعودية.
واستشهدت المصادر في تأكيد معلوماتها بما تضمنته الوثائق من معلومات تتعلق بالمرتزقة وقيادات سعودية فقط في حين لم تذكر الإمارات ولا قواتها في اليمن في أي وثيقة.
وكشفت معلومات تضمنتها وثائق سرية عُثر عليها في أحد المواقع العسكرية التي تم تحريرها من قوات هادي ومرتزقة السعودية والإمارات عن صراع محتدم بين قوى العدوان، وعن مستوى الإذلال السعودي للمرتزقة، كما تكشف حجم الاستنزاف المالي للنظام السعودي جراء العدوان على اليمن.
وبحسب ما نشرت “قناة المسيرة” من معلومات مهمة تم العثور عليها بحوزة عناصر من المرتزقة بعد سقوط مواقعهم، فإن المعلومات مرتبطة بوضع النظام السعودي جراء استمرار العدوان وعلاقته بالمرتزقة ومخاطبة بين علي محسن الأحمر ونائب القوات البرية السعودية ومخاطبة بين هادي وقائد القوات السعودية في عدن وتعتبر الأخيرة هي الأخطر.
وتضمنت الوثائق أربع وقائع هامة نستعرضها فيما يلي:
الواقعة الأولى بحسب المعلومات تتعلق امتعاض النظام السعودي من الطلبات المالية الصادرة من قبل الفار علي محسن الأحمر، وتوضح أن نائب القوات البرية السعودية فهد بن تركي تلقى طلباً مالياً من الأول وكان رد بن تركي “المملكة لم تقصر معكم، والملك سلمان طلب من أمير الكويت 10 مليار دولار مساعدة للملكة في حربها على اليمن”.
فيما يتعلق بالطلب السعودي من الكويت تقول المعلومات أن الملك السعودي سلمان قال لنظيره الكويتي “لولا الظروف الصعبة والقاسية لما طلبت المملكة مساعدة مالية من الكويت”.
المعلومة ثانية تكشف قيام مسؤول الملف اليمني بالمخابرات السعودية العميد محمد القحطاني بالطلب من سلطان العرادة توفير مكان آمن في مأرب لطاقم وعمل قناة تسمى “صنعاء”.
أما المعلومة الثالثة فتُظهر أن “القحطاني” وجه أمرا للفار هادي بعزل عزالدين الأصبحي من منصبه كوزير حقوق الإنسان بحكومة المرتزقة، وتنصيب المدعو سمير الشيباني، وهو ما حدث بالفعل وتم عزل الأصبحي دون قرار معلن وتعيينه سفيراً في المغرب.
المعلومة الثالثة مرتبطة بسابقتها وتوضح أيضا أن رئيس حكومة المرتزقة أحمد عبيد بن دغر اقترح نائب وزير الأشغال معين عبدالملك ليشغل منصب وزير حقوق الإنسان خلفا للأصبحي، مسلما بمن تختاره السعودية وترضى عنه.
الواقع الحقيقي الذي يعيشه الفار هادي في عدن في ظل الاحتلال يتجلى في المعلومة الرابعة ضمن ما كشفته وثائق المرتزقة في أحد مواقعهم العسكرية، وتتعلق بأن الفار هادي عاجز عن أي حركة داخل عدن إلا بإذن الضباط الأجانب من قوى الاحتلال.
وبحسب المعلومة ذاتها نشب خلاف بين الفار هادي وقائد قوات السعودية في عدن العقيد أبو صقر الذي قامت بلاده بإنشاء مبنى لقواتها في عدن، وطلب الفار هادي زيارة المبنى وقوبل طلبه بالرفض من الضابط السعودي أبوصقر.
كما تفيد المعلومة الرابعة أن “أبو صقر” أبلغ أحد المقربين من الفار هادي المدعو “ياسر” بأن “المبنى قيد الإنشاء” هو ملك للسعودية، وغير مسموح لأحد بزيارته، مهددا بقطع يد أي جندي يمني يفكر بالدخول إليه.