اجتماع سعودي إماراتي أمريكي بريطانيا عماني بحضور ولد الشيخ بألمانيا عقب زيارة روحاني للخليج
المساء برس – متابعات
من جديد، الملف اليمني على الطاولة الدولية. هذه المرة من مدينة بون في ألمانيا، حيث عقدت المجموعة الرباعية (السعودية، والإمارات، والولايات المتحدة، وبريطانيا) اجتماعاً بشأن اليمن بحثت فيه المستجدات على الساحة اليمنية، وذلك على هامش لقاءات قمة العشرين في ألمانيا.
إجتماع الرباعية الذي تم بحضور الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عُمان، يوسف بن علوي بن عبد الله، حضره وشارك في مباحثاته، المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
وهذه هي المرة الثانية التي يشارك فيها الوزير العماني في الاجتماع بعد لقاء عقد في العاصمة السعودية الرياض نهاية ديسمبر الماضي، والذي يبدو أنه بات أساسياً في اجتماعات اللجنة، الأمر الذي جعل بعض المراقبين يطلقون على الاجتماع الجديد في المانيا اجتماع (4 + 1).
وفي الوقت الذي كان فيه الاجتماع الأخير في الرياض، آخرَ اجتماع يشارك فيه وزير الخارجية الأمريكي السابق، جون كيري، فإن اللقاء الذي جرى في ألمانيا يعد الأول لسلفه، ريكس تيريلسون، في المجموعة. وقال تيلرسون إن بلاده تواصل دعم عملية تقودها الأمم المتحدة في اليمن، من دون أن يوضح ما إذا كان ذلك يعني أن واشنطن ستواصل تبني مبادرة الأمم المتحدة التي اقترحها وزير الخارجية السابق، جون كيري. وأشار إلى الحاجة الملحة لإيصال المساعدات الإنسانية من دون قيود.
يشار إلى أن سياسة الإدارة الأمريكية الجديدة في الملف اليمني تشهد “تغيراً جوهرياً” وفق ملاحظة دبلوماسي يمني في واشنطن، إضافة إلى ما قاله السفير اليمني لدى واشنطن، أحمد عوض بن مبارك، عن إبلاغ الإدارة الأمريكية لحكومة عبد ربه منصور هادي بأنها حريصة على إيجاد حل سياسي في اليمن “لا يقود إلى مكافأة إيران، ولا على حساب أمن المنطقة، والخليج تحديداً”، فضلاً عن حرصها على مزيد من التنسيق العسكري والتعاون مع “التحالف العربي لاستعادة الشرعية” في اليمن.
بموازاة ذلك، قال السفير الأمريكي لدى اليمن، ماثيو تولر، في أول تصريح يدلي به منذ تولي الرئيس دونالد ترامب مقاليد الحكم في الولايات المتحدة، إن الإدارة الجديدة “تسعى إلى الوصول لحل سلمي للصراع الدائر في اليمن، الأمر الذي من شأنه تعزيز الأهداف الأمنية الإقليمية للولايات المتحدة”.
ويعزو مراقبون سياسيون مشاركة عمان في هذه الجولة إلى الدور العماني المحوري في ظل علاقة مسقط “الصامتة” بـ”عاصفة الحزم”، ويعتقد أصحاب هذا الرأي، الذين لا يرون للسلطنة موقعاً خارج الخندق الخليجي، بأن مشاركتها ترجمة لمزيد من التقارب مع السعودية منذ إعلانها الدخول في “التحالف الاسلامي”. يبقى الأهم أن عُمان طرف مقبول في العملية السياسية لدى جماعة “أنصار الله” وعلي عبد الله صالح، وبإمكانها الاضطلاع بدور الوسيط.
ويرى البعض أن تغير السياسة الدولية تجاه إيران، أمريكياً وألمانياً، دفع طهران نحو جيرانها في بعض دول الخليج، لوضع حد للحرب في اليمن، استباقاً لتصعيد مرتقب لا يريده الإيرانيون. ومن زاوية أخرى، يمكن رصد جولة روحاني على أنها أعقبت الرسائل التي بعث بها الخليجيون إلى القيادة الإيرانية، قبل أيام، عن طريق وزير الخارجية الكويتي الذي زار طهران مؤخراً. وتتحدث معلومات عن رسائل متبادلة أخرى، على خط الرياض طهران، جرت قبل ذلك، ولكن بعيداً من الأضواء، وتطرق بعضها إلى الملف اليمني.
وفي إطار هذه التحركات الجديدة، تأتي زيارة الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إلى كل من الكويت ومسقط، كمؤشر إيجابي إلى إمكانية حصول تفاهمات إقليمية بين إيران ودول الخليج، الأمر الذي سينعكس إيجاباً على الملف اليمني، وعلى إمكانية تحرك عجلة التفاهمات السياسية تحت المظلة الإقليمية.
مسؤولون خليجيون عبروا عن أملهم بأن تسهم الزيارة التي قام بها الرئيس روحاني إلى بعض دول الخليج في ترسيخ أسس الحوار الخليجي الإيراني. وقد لاقت زيارة روحاني ردود فعل مختلفة في الشارع الخليجي، حيث وصف وزير الخارجية الكويتي، خالد الجار الله، زيارة روحاني لبلاده بـ”الايجابية والناجحة”.
إيران، وإلى جانبها أطراف سياسية إقليمية، دعت دول الخليج إلى “استغلال” زيارة الرئيس روحاني لعمان والكويت، والتي وصفتها إيران بـ”الفرصة” التي لن تعوض.
حتى الآن، لا يمكن استنتاج قراءة نهائية لنتائج هذا الحراك على صعيد الملف اليمني. وعلى الرغم من هذه التحركات الجديدة، والتي يصفها البعض بالإيجابية، خصوصاً في ظل مشاركة سلطنة عمان في هذه التحركات، والتي تأتي بعد مرور شهرين من جمود الملف السياسي، فإن الوقت مبكر للتفاؤل بترجمة سريعة لعودة قطار الحل السياسي إلى السكة، أو على الأقل هذا ما توحي به سخونة الميدان حتى الساعة.
العربي – معاذ منصر