بعد سنة ونصف من سيطرة قوات هادي.. وضع عدن الأمني والعسكري يثير الجدل عقب الأحداث الأخيرة
المساء برس – خاص
كشفت أحداث عدن الأخيرة أن التشكيلات المسلحة غير النظامية لا تزال متواجدة على الأرض وتمارس مهام الأمن دون وجود أي انتماء لها إلى أي من التشكيلات العسكرية والأمنية التي يفترض بها أن تكون نظامية ومنضوية تحت ألوية عسكرية تابعة لوزارة الدفاع أو وحدات أمنية تابعة للداخلية.
وقالت مصادر صحفية إن هذه التشكيلات المسلحة “كقوات الحزام الأمني” مثلاً لا تتبع الهيكلة الإدارية المتعارف عليها والتي يفترض أنها تابعة لوزارة الداخلية، علماً أنها تقوم بأغلب المهام.
المصادر قالت إن هناك كارثة تتمثل في التركيب المناطقي لقوات الجيش والأمن في عدن والجنوب بشكل عام، موضحة أن تشكيل الألوية أو الوحدات الأمنية التي تم تشكيلها تنتمي لمنطقة واحدة، وعند نشوب أي صراع تتقاتل هذه الوحدات الأمنية والعسكرية مع بعضها البعض تحت راية المناطقية، مشيرة إلى أن أحداث عدن الأخيرة أكدت ذلك تماماً.
كما كشفت الأحداث الأخيرة عدم وجود فصل حقيقي بين مهام الأمن والجيش، كما أنه لا يوجد حتى الآن قوات أمنية واضحة المعالم، وبحسب سكان محافظة عدن فإنهم لا يشاهدون سوى قوات الحزام الأمني والتي لا تنتمي لأي جهة أمنية حتى الآن.
وعلى الرغم من استمرار الانفلات الأمني في عدن إلا أن القيادات الأمنية الموالية لهادي والمنقسمة في ولائها بين السعودية والإمارات لم تعر الجانب الأمني أي اهتمام منها بدليل أن وزير الداخلية حسين عرب المسئول الأول المفترض غير متواجد في عدن منذ أسابيع.
وكان لافتاً في اجتماع هادي المثير للجدل اليوم غياب محافظ عدن ومدير أمنها بحسب مصادر لـ”المساء برس” والتي أفادت أيضاً أن علاقتهما بوزير الداخلية متوترة.
ومنذ حوالي شهري أصدر رئيس وزراء حكومة هادي احمد عبيد بن دغر قراراً بافتتاح مقري وزارة الداخلية ووزارة الدفاع إلا أن ذلك لم يحدث حتى الآن.
المصادر الصحفية تحدثت أيضاً أن الوضع الأمني في عدن عشوائي حيث “لا توجد قيادة أمنية وعسكرية واحد لعدن، مثلا اذا حصلت مشكلة كما حصل في المطار تحصل أطقم ومسلحين للحماية الرئاسية ولقوات الحزام الأمني ولمقاومة المنطقة الفلانية ومجاميع القيادي علان” حسب وصفها.
أما أجهزة الاستخبارات فعلى الرغم من أهميتها إلا أنها خارج المشهد تماماً، كما أنه لم يعاد تشكيل أي جهاز استخباري في عدن بالإضافة إلى قوات الشرطة العسكرية والتي يقع على عاتقها ضبط أي تجاوز من قبل الجيش أو الأمن.
محللون عسكريون في صنعاء أكدوا أن العشوائية الحاصلة في عدن تنم عن أن لا دولة ولا قيادة يهمها الوضع الأمني والعسكري في المدينة ومحيطها، مشيرين في حديثهم لـ”المساء برس” أن هذه المعطيات تؤكد أن عبدربه منصور هادي وكل من يوالونه من القيادات الأمنية والعسكرية يدركون تماماً أنهم لن يستمروا في مناصبهم وأنهم ينتظرون الضوء الأخضر لبدء التوجه نحو الحل السياسي والانسحاب من المشهد تدريجياً مع الاحتفاظ بماء الوجه.
ويقول أحد الصحفيين الموالين لهادي “بعد أكثر من سنة ونصف من تحرير عدن لاتزال تشكيلات المقاومة موجودة بأسمائها وقياداتها ابو زعطان وابو جعنان رغم عشرات التأكيدات على دمجها بقوات الأمن والجيش ونقاطها لا تزال في الشوارع”حسب منشور له على صفحته في الفيس بوك.