ما علاقة قناة “روسيا اليوم” بزيارة وفد المؤتمر الأخيرة لموسكو
المساء برس – خاص
قد يكون من الحنكة السياسية في إدارة الحروب ومواجهة الهجمات النفسية والمعنوية التي يتخذها العدوان السعودي وسيلة رديفة للنتائج السلبية التي يحصدها مقاتلوه في الجبهات العسكرية، أن يتحرك الدبلوماسيون المتواجدون خارج اليمن لإيضاح الصورة للإعلام الخارجي والضغط بشكل غير مباشر وبأسلوب دبلوماسي ذكي لتغيير أسلوب التعاطي الإعلامي للأزمة اليمنية الذي تنتهجه بعض القنوات الإعلامية الدولية كقناة روسيا اليوم.
ولوحظ خلال اليومين الماضيين أن قناة روسيا اليوم أعطت مساحة إعلامية أكبر للأخبار المتعلقة بالشأن اليمني وخصوصاً الداخلية منها كما أنها بدأت بتناول أخبار اليمن بشتى المستويات بشكل حيادي – نوعاً ما – على الأقل أفضل بكثير مما كانت تنتهجه من ذي قبل خلال تعاطيها للشأن اليمني.
وبحسب محللين سياسيين وصحفيين متخصصين أفادوا لـ”المساء برس” فقد كان هذا التغير في السياسة الإعلامية لقناة روسيا اليوم أمراً مرتبطاً بزيارة وفد المؤتمر برئاسة الدكتور أبو بكر القربي الأخيرة لموسكو والتقائه نائب وزير الخارجية الروسي، خصوصاً وأن هذا التغير اللافت للقناة جاء عقب الزيارة مباشرة.
وقال أحد المحللين السياسيين في صنعاء أنه كان يعتقد بوجود علاقة بين التغير اللافت لتعاطي روسيا اليوم للشأن اليمني وزيارة وفد المؤتمر الأخيرة لكنه لم يكن متأكداً من ذلك تماماً، مستدركاً في تصريحه لـ”المساء برس” أن تصريحات القربي جاءت لتؤكد شكوكه بهذا الشأن.
وكان الدكتور ابوبكر القربي قد قال – في لقاء مع وكالة سبوتنيك “الروسية”، إن الهدف من الزيارة هو كسر “جدار التعتيم الإعلامي الذي جعل حرب اليمن منسية”، وتقديرا للاتحاد الروسي وتأثيره في قضايا الإقليم، ودوره المؤثر في مجلس الأمن.
وكان وفد المؤتمر الشعبي العام برئاسة الدكتور ابوبكر عبدالله القربي، الأمين المساعد للمؤتمر الشعبي العام، وعضوية الاستاذ يحي دويد والشيخ كهلان ابوشوارب عضوي اللجنة العامة، قد أنهوا زيارة للعاصمة الروسية موسكو اجرو خلالها لقاءات مع عدد من المسئولين في الجانب الروسي.
حيث وضع الوفد ما كان قد طرحه الوفد الوطني المفاوض أمام الجانب الروسي من تصور للحل السياسي الذي ينقذ اليمن.
كما أوضح الوفد للخارجية الروسية طبيعة التناقض بين التصريحات التي يدلي بها المتحدث باسم التحالف العربي اللواء أحمد العسيري، حيث قال القربي في لقاء صحفي بروسيا أنه نقل للخارجية الروسية أن هذه التصريحات “شأنها شأن كافة تصريحات العسكريين، تختلف عن تصريحات السياسيين، إذ أن العسكريين دائما أمام قضايا يحاولون أن يطرحوها بشكل مغاير للحقيقة تماما”.
وبحسب تصريحات الأمين العام المساعد للمؤتمر فإن الخارجية الروسية فهمت تماماً موقف الوفد الوطني وإن الحل هو “الحل السياسي، وإنه على مجلس الأمن أن يتبنى موقفاً يدعم خارطة الطريق التي قدمها كيري وكيف يمكن ذلك”، طالباً من الدول الخمس دائمة العضوية “أن تبلور قراراً جديدا يدعم هذه الاتفاقية”.