تقرير دولي: شركات التكنولوجيا الإسرائيلية تعمل في السعودية.. بهدوء شديد.. وهذا ما قاله رجل الأعمال الإسرائيلي عن نشاطها في موسم الحج
المساء برس – خاص
رجل أعمال إسرائيلي: “طلب مني مسؤول رفيع المستوى في السعودية الاستفادة من خدماتي لتحديد هوية إرهابيين محتملين، كما شملت الشراكة تحليل بحوث الرأي العام عن الأسرة المالكة في السعودية. السعوديون هم من أتوا إلي”
أصبح حجم النشاط الاقتصادي الإسرائيلي في دول الخليج وعلى رأسها السعودية أمراً من الصعب إخفاؤه، ورغم إنكار بعض المسؤولين لوجود تلك العلاقات فإنها تتوسع في عدد من المجالات، بقيادة شركات التكنولوجيا الإسرائيلية.
ويقول تقرير نشرته وكالة بلومبرج الإخبارية تناولت فيه العلاقات المتنامية بين إسرائيل والسعودية، إن “الصفقات الجيدة والإنكار يجعلان من الدولتين جارتين جيدتين”.
وتعمل عدد من الشركات الإسرائيلية في دول الخليج بشكل جيد، حيث تحتاج هذه الدول للتكنولوجيا الإسرائيلية، ولا يجد الإسرائيليون مانعا من تزويد هذه الدول بما تحتاجه، ما دامت هناك أهداف مشتركة، وفقا للتقرير.
وأشارت بلومبرج إلى أن بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، قال ساخرا في إحدي خطبه إن هناك 3 أسباب لاهتمام العرب بالعلاقات مع إسرائيل هذه الأيام وهي “التكنولوجيا، والتكنولوجيا، والتكنولوجيا”.
وحاورت الوكالة شمويل بار، مؤسس شركة إينتوفيو، وهي شركة متخصصة في استخراج البيانات من مواقع التواصل الاجتماعي وشبكة الانترنت وجمعها وتحليلها، للحماية من الهجمات الإرهابية، ولأغراض أمنية أخرى، والذي باع خدماته للشرطة وحرس الحدود ووكالات الاستخبارات عبر أوروبا والولايات المتحدة، ثم تعاون مع السعودية.
يقول بار إن تصالح مصالح السعودية وإسرائيل أمر منطقي، استناداً إلى المخاوف المشتركة مثل: القنبلة الإيرانية، والإرهاب الجهادي، وانسحاب أمريكا من المنطقة، أو التمرد الشعبي.
ولا يجد مؤسس إينتوفيو مشكلة في تصدير خدماته للسعودية، للمساعدة في حمايتها من أي تهديدات تواجهها البلاد من إيران والجماعات الإسلامية المسلحة.
ويقول بار “إذا كان بلد ليس معاديا لإسرائيل، سنساعده، نرفض فقط مساعدة سوريا ولبنان والعراق وإيران”.
ويشير بار إلى أن السعودية وغيرها من الدول العربية الغنية بالنفط كانت سعيدةً جداً بالدفع مقابل الحصول على المساعدة، ويقول ردا على أسئلة بلومبرج “المقاطعة العربية؟ إنه أمر غير موجود”.
ويحكي بار كيف بدأت قصة تعاونه مع المملكة، قائلا “منذ عامين طلب مني مسؤول رفيع المستوى في السعودية أن يستفيد من خدماتي لتحديد هوية إرهابيين محتملين، وتم التعاون عبر إمداده ببرنامج إينتوسكان، الذي يمكنه معالجة 4 مليون تغريدة وتدوينة على فيس بوك وتويتر يوميا، كما شملت الشراكة تحليل بحوث الرأي العام عن الأسرة المالكة في السعودية. السعوديون هم من أتوا إلي”.
كان هناك شرط وحيد، هو أن يقوم بار بإقامة شركة عبر البحار لإخفاء الهوية الإسرائيلية لإينتوفيو، ولم يمانع بار ذلك.
ورفض المسؤولون السعوديون الإجابة عن أسئلة الوكالة حول علاقات بلادهم الاقتصادية مع إسرائيل، لكن مصدرا سعوديا وحيدا، أكد لبلومبرج أن المملكة لا تتعاون مع إسرائيل في مجال نظم الدفاع الإلكترونية، ولا في أي مجال.
ومنذ إنشاء دولة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية، تمر علاقات الأعمال بينها وبين الدول العربية عبر وسطاء من دول أخرى، ولكن بلومبرج تقول إن حجم ونطاق النشاط الاقتصادي الإسرائيلي في دول الخليج، أصبح من الصعب إخفاءه.
رائد أعمال إسرائيلي آخر أنشأ شركات في أوروبا والولايات المتحدة، وقامت تلك الشركات بتثبيت برامج بقيمة أكثر من 6 مليارات دولار للبنية الأساسية الإلكترونية الأمنية في الإمارات العربية المتحدة، مستخدما مهندسين إسرائيليين.
نفس هذه الشركات ضغطت لإقناع السعودية بإدارة الازدحام في مكة المكرمة.
ولا يُعد قطاع التكنولوجيا المعبر الوحيد للعلاقات الخليجية الإسرائيلية، فبجانب الشركات الإسرائيلية التي تعمل في الأمن الحاسوبي، وجمع المعلومات الاستخباراتية في منطقة الخليج، عبر شركات وسيطة، هناك شركات أخرى تعمل في تحلية مياه البحر في تلك الدول التي تعاني بشدة من الفقر المائي.
كما تعتمد كل من السعودية وقطر والكويت في جزء من تسليحها على شركة “إلبيت” الأمريكية، وهي مجرد فرع لشركة “إلبيت” الإسرائيلية، أكبر شركات إسرائيل الخاصة في مجال تعاقدات أسلحة الدفاع، بحسب تقرير بلومبرج.