مطامع إسرائيل في السيطرة على باب المندب
المساء برس – شبيب الأغبري
لا يجد الانسان الواعي عناء كبير في اكتشاف حقيقة خطورة استيلاء الصهاينة على باب المندب، والذي يعتبر احد ردفات البوابة الجنوبية للبحر الاحمر، ولم تكن تلك المطامع على باب المندب وحسب وإنما هو جزء من مطامعهم في تحويل البحر الاحمر إلى بحيرة يهودية، الامر الذي يحتم عليهم لتنفيذ مخططهم القيام بإحتلال ضفتي البحر ومن ثم إحتلال المدن التي لها شواطى على البحر الاحمر .
ولم تكن تلك المطامع وليده اللحظة فقد بات واضحا ان العدو الصهيوني ينتهج سياسة المراحل لتحقيق أهدافه وفق خطة مدروسة.
وبالنظر الى تطلع اليهود وتصميمهم على التوسع فانهم يحرصون كل الحرص على تأمين مواصلاتهم البحرية في البحر الاحمر في المرحلة الاولى ومن ثم تحويل البحر الاحمر بصورة تدريجية الى بحيرة يهودية وذلك بفرض سيطرتهم البحرية والجوية على شواطئه وعلى الاقطار العربية والاسلامية فيما وراء هذه الشواطئ.
وقد عمد الكيان الصهيوني الى تنفيذ الخطوة الاولى من هذا المخطط باحتلالهم منطقة النقب عام ١٩٦٤م تقريبا والتي تشكل نصل الخنجر المسموم في قلب الوطن الاسلامي والذي يشكل احد الابواب الثلاثة للبحر الاحمر .
وفي عام ١٩٦٧م عندما قررت الحكومة البريطانية إجلاء قواتها العسكرية من عدن وحددت موعد لذلك ٣٠ نوفمبر ١٩٦٨م موعد للجلاء، شعر الكيان الصهيوني بالقلق الشديد من هذا القرار البريطاني وقامت في أكتوبر ١٩٦٧م بإستدعاء سفيرها في لندن (أهارون ريميز) وذلك لإطلاعه على رايها من هذا القرار والذي عاد إلى لندن بعد عدة ايام ليقابل بعدها وزير الخارجية البريطاني (جورج براون) وينقل له رآي حكومته بشأن إجلاء القوات البريطانية من عدن
وقد ادلى السفير اليهودي بتصريح جاء فيه :
اننا نشعر بالقلق ازاء النتائج المحتملة لجلاء البريطانيين من عدن ولا سيما اذا ادى هذا الجلاء الى حدوث فراغ، فقد تسعى القوى الخارجية الى ملئه في محاولة منها للسيطرة على سائر ارجاء الجنوب العربي، اننا لا ننتقد الجلاء البريطاني لكننا قلقون من موعد هذا الجلاء خوفا من تسلل دول اخرى الى منطقة الجنوب العربي والخليج فقد يؤدي ذلك الى تجدد التوتر ويجعل من الصعب عزل الشرق الاوسط عن خصومات الدول الكبرى وتنافسها، وربما تطور الى نزاع مسلح” .
إلا أن بريطانيا أجلت القوات العسكرية من عدن عام ١٩٦٨م متيحه الفرصة للكيان الصهيوني بالشروع في وضع الخطط الرامية للسيطرة على باب المندب.
ومنذ ذلك الحين عمل اليهود على إزالة الخطر العربي والاسلامي الذي يهدد كيانها في المنطقة، وذلك وفق خطط عده لإضعاف الجيوش العربية والاسلامية وخلخله كيانها، وقد لعب النظام السعودي دورا محوري وهام في تنفيذ هذا المخطط.
وبما لا يدع مجالا للشك .
في منتصف عام ٢٠١٣م وصف مدير مركز بيجن للدراسات (دافيد وينبرج) القوة العسكرية العربية بانها كانت تشكل خطرا على إسرائيل وان إزالتها يشكل نصرا كبيرا (دعونا ندرك أن التهديد العسكري لإسرائيل قد أختفى بصورة عظيمة، وهذا ربح صافي لإسرائيل، له أهمية طويلة المدى)
يقصد هنا الجيش العراقي والسوري وإضعاف الجيش المصري الذي وصفه بالمنهك.
ولم يكن الجيش اليمني في منأى عن تلك المؤامره الصهيونية المنفذه باذرع داخلية وتمويل سعودي.
فقد شهدت اليمن خلال السنوات الاخيرة عمليات إرهابية عده استهدفت المعسكرات ورجال الامن والجيش، من اسقاط طائرات حربية وتفجير ناقلات جند وتفجير في صفوف الجند وعمليات قتل وذبح بحقهم، كل هذا بتمويل وتنفيذ مباشر من النظام السعودي واشراف حكومي .
ادرك اليمنيون خطورة تلك الاعمال الارهابية والرامية إلى إضعاف الجيش بغية احتلال البلد، فعمل ابناء اليمن على الوقوف إلى جانب الجيش لمساندته ظد المؤامرة التي تحاك على الوطن، وكان نتاج ذلك قيام ثورة ٢١ سبتمبر ٢٠١٤م، والتي شكلت قلق كبير لدى الكيان الصهيوني ووصفوا ما يحدث في اليمن باحتلال للبلد .
جاء هذا التصريح الغريب الذي يصف الثورة الشعبية بالإحتلال نتيجه معرفتهم بمدى خطورة نجاح الثورات ومثال على ذلك الثورة الإيرانية التي شكلت خطر فعلي على مستقبل بقاء كيانها في المنطقة .
لذا لم تشأ اسرائيل أبدا أن يخرج الوضع من تحت يدها كما حدث في ايران، فما كان منها سوى الايذان للسعودية ببدء الحرب على اليمن وبمشاركة إسرائيلية مباشرة ليس فقط حفاظا على مصالحها في المنطقة، وإنما حفاظا على بقاء كيانها في المنطقة.
وقد أفاد تقرير لصحيفة “معاريف” الإسرائيلية، أن المياة الدولية في خليج عدن قد تشهد معركة بين أطراف دولية من أجل السيطرة على خليج عدن وباب المندب.