في الذكرى الـ14.. جار الله عمر اغتيل بنفس طريقة اغتيال السفير الروسي
المساء برس – خاص
يصادف الـ28 من ديسمبر من كل عام ذكرى أشهر جريمة اغتيال سياسي في اليمن، خلال العقدين الأخيرين، والتي استهدفت الأمين العام المساعد لـ”الحزب الاشتراكي” اليمني، جار الله عمر، وتأتي الذكرى الـ14 لاغتياله بعد أقل من أسبوعين، من حادث اغتيال السفير الروسي لدى تركيا، أندريه كارلوف، بطريقة وملابسات مشابهة، لدرجة كبيرة.
وكان جار الله عمر، السياسي البارز، الذي يُوصف بأنه مؤسس تحالف “اللقاء المشترك” (أحزاب المعارضة حتى عام2011)، اغتيل في 28 ديسمبر 2002، بحادثة لا تزال أصداؤها حية إلى اليوم، سواء من خلال الكتابات والتصريحات للمتهمين والناشطين السياسيين، أو من خلال الفعاليات، حيث يقيم “الحزب الاشتراكي” في صنعاء، الخميس، فعالية في صنعاء إحياء للمناسبة، التي تتعدى كونها حادثة اغتيال شخصية سياسية بارزة، إلى ما يصفه البعض بأنه “اغتيال مشروع سياسي”.
قبل 14 عاماً، كانت مناسبة انعقاد المؤتمر الثالث لـ”حزب التجمع اليمني للإصلاح”، وكان جار الله عمر يلقي كلمة “الحزب الاشتراكي” اليمني، أمام الحضور الذين يصل عددهم إلى 4000 مشارك، وفجأة انطلقت رصاصتان من مسدس القاتل إلى صدر الخطيب، أمام حضور كبير للسياسيين ووسائل الإعلام التي كانت تشارك بتغطية المؤتمر، في جريمة تعتبر الأولى من نوعها في التاريخ السياسي لليمن، كما وصفتها بيانات الإدانة والتعليقات حينها.
بعد 14 عاماً، تصدرت اهتمام العالم حادثة اغتيال مشابهة، وهي التي استهدفت السفير الروسي في تركيا، أندريه كارلوف، يوم 19 ديسمبر الجاري، بينما كان يلقي كلمة أمام الحاضرين في معرض فني بعنوان “روسيا في عيون الأتراك”، قبل أن يتلقى رصاصه من مسدس قاتله الشرطي، الذي وثقت وسائل إعلام لحظات تحركاته قبل وبعد الحادثة.
كان قاتل جار الله عمر في صنعاء ديسمبر 2001 يُدعى علي أحمد جار الله السعواني، ونفذ العملية بدوافع جهادية متطرفة، وقد تردد أنه ينتمي لجناح متطرف داخل “الإصلاح”، وفي التسجيل المنشور على “يوتيوب” والذي يوثق لحظة اغتيال عمر يُسمع جزء من صوت: “وما رميت إذ رميت…”، مقولة دينية تذهب بالأنظار إلى حادثة اغتيال السفير الروسي من قبل الشرطي مولود مرت ألتن تاش، الذي كشف عن خلفيته المتطرفة بالعبارات التي رددها بعد تنفيذ العملية.
في صنعاء، اعتقل قاتل جار الله عمر، وجرى التحقيق معه، وتحولت القضية إلى مصدر مماحكات حزبية واتهامات متبادلة بين “حزب المؤتمر” الحاكم و”حزب التجمع اليمني للإصلاح”، إذ كانت بعض الاتهامات تتوجه إلى الحزب الحاكم بالوقوف وراء العملية، مثلما اتُهم “الإصلاح” بأن القاتل ينتمي إلى صفوفه، وكان المستضيف للفعالية التي حضرها رئيس مجلس النواب السابق، الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر.
ومن خلال الملابسات، يبدو أن الفروق ليست بعيدة كثيراً بين عمليتي اغتيال سياسي، الأولى في اليمن لا تزال حدثاً حياً حتى اليوم مع كل مناسبة، وقد استهدفت فيها شخصية يسارية اشتراكية بالتزامن مع خطوات تقارب بين “الاشتراكي” و”الإصلاح”، فيما السفير الروسي استهدف بالتزامن مع تقارب بين روسيا وتركيا.
وفيما لقي قاتل السفير الروسي في أنقرة مصرعه بعد دقائق من الحادثة أثناء مقاومته الاعتقال، وقع منفذ اغتيال جار الله عمر، وهو علي جار الله السعواني، في الاعتقال، وجرى التحقيق معه ومحاكمته، وصولاً إلى إعدامه في ساحة السجن المركزي بصنعاء رمياً بالرصاص، في الـ27 من نوفمبر 2005.
صفية مهدي – العربي