المملكة تنهار اقتصاديا وعسكريا..و”اليمن” تستعد للاحتفال بالانتصار
المساء برس
هزائم عسكرية، متكررة تلحق بالمملكة السعودية، سواء في سوريا أو اليمن، على الرغم من الكلفة الباهظة التي دفعتها المملكة لإشعال الحروب في هذين البلدين.
مسار الحروب التي أشعلتها السعودية، وحلفها، برعاية أمريكية في المنطقة، يبدو أنه يسير على عكس ما تمنته المملكة، بل على العكس، يلحق الضرر البالغ بها كدولة محورية في الشرق الأوسط، وصاحبة رصيد كبير من النفوذ داخل الكثير من الأنظمة العربية، إضافة إلى كونها أكثر دولة تشتري مواقف دولية أساسية تغطي على انتهاكاتها المتكررة للقانون الدولي خاصة في حربها على اليمن.
ويرى محللون وسياسيون، أن الخسائر الخيالية التي تكبدتها المملكة السعودية خلال السنوات الماضية في سبيل تنفيذ مشروعات مشبوهة استهدفت دولا عربية عدة ودمرتها بشكل شبه كامل، لن تمر دون أن تؤثر بشكل عميق على وجودها الاقتصادي، والعسكري، والسياسي في المنطقة، الأمر الذي قد يضعها في مواجهة مباشرة مع محيطها العربي الموجوع.
ولعل المعركة التي غرقت في رمالها الموحلة باليمن، ستكون بمثابة الضربة القاضية للسعودية، خاصة في ظل إصرارها على أن تبدو بمظهر القادر والمتمكن من الحسم العسكري من منطلقات عاطفية وصفت بالمتهورة وغير المحسوبة، حيث أن العمليات العسكرية التي تمولها السعودية، وتدفع فيها بالآلاف من المرتزقة في اليمن، تضاعف من خسائرها وتفاقم وضعها المهزوز عسكريا واقتصاديا وسياسيا أيضا.
خلال اليومين الماضيين شهدت جبهات الحدود اليمنية السعودية، مواجهات هي الأعنف منذ شهور، وبعد أن فشلت الجماعات المسلحة الموالية للسعودية في إحداث اختراق في جبهة منفذ البقع الحدودي بين صعدة، ونجران ، فتحت السعودية جبهة جديدة من جهة منفذ علب، الفاصل بين صعدة، ومنطقة عسير، مع استمرار محاولاتها إحداث اختراق، على الحدود بين جيزان وحجة من جهة الساحل.
وتشابه الفشل السعودية، في الجبهة الجديدة، مع فشلها تلك الجبهات الثلاث الأخرى، إضافة، إلى كون ذلك لم يؤثر على أداء قوات الجيش واللجان الشعبية في العمق السعودي.
مصادر ميدانية أكدت لـ”البديل”، أن المملكة سلمت مناطق واسعة داخل أراضيها لجنود مرتزقة تم تجنيدهم ليقاتلوا نيابة عن الجيش السعودي الذي انهار على مدى شهور مضت أمام تقدم مستمر لقوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية، وصل إلى مستوى خطير أقلق قوى دولية داعمة للسعودية على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، التي حذرت من المساس بأمن السعودية .
وأشارت المصادر، إلى أن مجموعات المرتزقة، نفذت عدة هجمات على منفذ علب الحدودي استمرت لأيام نهاية الأسبوع الماضي، باءت جميعها بالفشل، وأسفرت عن سقوط العشرات من المرتزقة بين قتيل، وجريح.
وفي ميدي، شنت قوات الجيش، واللجان الشعبية عدة هجمات على تجمعات عدة للمرتزقة سواء في منطقة الموسم أو في منفذ الطوال، وأكدت المصادر، أن العشرات من المرتزقة سقطوا جراء العمليات النوعية التي نفذتها قوات الجيش واللجان على تلك المجموعات، وهي بحسب المصادر عمليات استباقية تضمن عدم قدرة هذه المجموعات على الزحف من تلك الجهة الساحلية مجددا.
يأتي هذا في الوقت الذي تواصل قوات الجيش، واللجان الشعبية هجماتها الصاروخية، والمدفعية على أهداف عسكرية سعودية في جبهات جيزان، ونجران، وعسير، وأفادت المصادر لـ”البديل”، أن اليومين الماضيين شهدا عددا من عمليات القصف المكثف على أهداف سعودية، أبرزها عمليات قصف صاروخي استهدفت مواقع الطلعة والشبكة في نجران، ومواقع المسيال، والربوعة، في عسير، إضافة إلى موقع القنبور في جيزان، وأسفرت عن تدمير مخازن أسلحة، وآليات عسكرية، ومقتل عشرات الجنود السعوديين، كما نفذت قوات الجيش، واللجان عددا من الكمائن أسفرت عن تدمير عشرات الآليات والمدرعات السعودية، في أكثر من موقع ، إضافة إلى قنص أكثر من 20 جنديا سعوديا في أكثر من مكان طوال اليومين الماضيين.
وشهدت جبهات الداخل، في نهم، ومأرب، والجوف، وتعز تطورات ميدانية وصفت بالأعنف منذ أشهر، حيث نفذت المجموعات الموالية للسعودية، عددا من الهجمات المكثفة في جبهة نهم، في محاولة للتقدم باتجاه العاصمة، وقالت مصادر ميدانية لـ”البديل”، إن قوات الجيش اليمني، صدت هجوما كبيرا نفذه الموالون للعدوان، باتجاه مديرية نهم، وأوقعت قوات الجيش اليمني، خسائر فادحة في صفوف وعتاد المرتزقة رغم الغطاء الجوي الذي شمل القصف بالقنابل العنقودية، وبحسب المصادر، فإن المرتزقة حاولوا الزحف من 3 محاور وتم التصدي لها كلها واسفرت عن مقتل 18 مرتزقا، وإصابة ما لا يقل عن 30.
وقالت مصادر ميدانية، إن القيادي في صفوف الموالين للسعودية ( ناجي الأقرع ) لقي حتفه خلال المواجهات مع عدد من مرافقيه الأمر الذي تسبب بحدوث انهيارات كبرى في صفوفهم بسبب مقتله، وأكدت المصادر، أن العميد ناصر اليادعي، قائد معسكر فرصة نهم سابقا، لقي مصرعة خلال تلك المحاولات .
وأفاد الإعلام الحربي اليمني، أن إجمالي عدد قتلى المرتزقة في معارك اليومين الماضيين تجاوز الثمانين قتيلا بينهم عددا من أهم القيادات الميدانية، الأمر الذي اضطر قيادات المرتزقة إلى إخفاء تفاصيل المعارك ونتائجها، بعد استسلام بعض الوحدات ونشوب خلاف بين وحدات أخرى.
وحققت قوات الجيش اليمني، واللجان الشعبية، انجازات وعمليات نوعية صاروخية، ومدفعية في كل من مأرب والجوف .
وقالت مصادر ميدانية، إن قوات الجيش، واللجان الشعبية تمكنت الجمعة الماضي، من استعادة تبة الدفاع بمنطقة بير باشا، بعد صد عدد من الهجمات للمرتزقة، استهدفت الجحملية، وحوض الأشراف.
ويرى مراقبون، أن استعادة تبة الدفاع تعني السيطرة على منطقة بير باشا بشكل كامل، وتأتي هذه الإنجازات التي حققتها قوات الجيش واللجان متزامنة مع انجازات أخرى في محافظة تعز بمنطقة الأقروض، والوازعية.
ويؤكد المراقبون، أن المعارك، لا تبدو في صالح العدوان السعودي وحلفائه، ما من شأنه أن يذهب بالمعادلة السياسية، والاقتصادية، لصالح القوى المتحالفة في العاصمة صنعاء والتي تشير المعطيات إلى أنها ترتب أوراقها السياسية والعسكرية بوتيرة أعلى من ذي قبل وتستمر في التنسيق الدبلوماسي مع أقطاب دولية وإقليمية فاعلة للترتيب لمرحلة ما بعد إيقاف الحرب الذي يبدو أنه بات قرارا دوليا محسوما وإن تأخر تفعيله.
البديل المصرية – علي جاحز