خلافات الرياض والقاهرة تتصاعد: هل ترد مصر على السعودية في اليمن؟
المساء برس / خاص
بزيارة مستشار الملك السعودي لسد النهضة في أثيوبيا تكون العلاقات المصرية السعودية قد انتقلت من مرحلة الخلافات إلى التوتر وهو ما لم يكن في حساب كلاً من القاهرة والرياض .
الخلافات بدأت بالموقف من سوريه فمصر أتخذت مساراً مؤيداً للنظام السوري وهو ما صرح به الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عندما قال انه بلاده تدعم الجيوش في سوريه والعراق وليبيا حيث جاءت هذه التصريحات عقب موقف مصري منحاز لروسيا في مجلس الامن يخص سوريه الأمر الذي تسبب في أزعاج المملكة حتى ان مندوبها قال ان دول افريقية كانت اكثر عروبة من مصر .
عقب ذلك اتخذت الرياض قراراً قضى بوقف إمدادات النفط للقاهرة فيما أستمرت القاهرة في تأييد النظام السوري ومحاولة التموضع الأقليمي بعيداً عن المظلة السعودية دون ان تكون قد قررت التصعيد بل كانت حريصة على إستمرار العلاقة بحكم الحاجة الإقتصادية للأموال الخليجية .
ليأتي الموقف الأخير ليدفع القاهرة إلى الإيعاز لوسائل الإعلام المصرية المقربة من الرئاسة إلى مهاجمة المملكة وإعتبار زيارة المستشار الملكي السعودي لسد النهضة إستفزاز غير مقبول .
وعلى ما يبدو ان الرياض لم تجد ما تزعج به القاهرة بعد ان أوقفت إمدادات النفط وتدفقات الأموال سوى مثل هذه الرسالة الخطيرة والتي لن تدفع القاهرة إلا إلى مزيد من التصعيد فسد النهضة قضية إستراتيجية لدى الحاكم المصري الذي بدأ يتطلع للعودة إلى لعب دور ريادي في المنطقة معتمداً على إستعادة روسيا موقعها العالمي وعلى تطورات المنطقة وما يحيط بمصر من أخطار وعلى رأسها الإرهاب .
الرسالة السعودية كانت مفزعة للنخبة المصرية التي تعتبر أثيوبيا ضمن المجال الحيوي لمصر بل هناك من وصفها بالحديقة الخلفية وأعتبر تهديد مصر عبر المياة مسألة حياة أو موت .
لكن ما الذي قد تقدم عليه القاهرة في سبيل الرد على الخطوة السعودية الإستفزازية ؟
هل سترد بتغيير موقفها مما يحدث في اليمن وهل ستبادر بالإنسحاب من التحالف بل وبلعب دور حيوي في الأزمة اليمنية بإعتبار أن ما تمثله اليمن للسعودية هو ذاته ما تمثله أثيوبيا لمصر فهل سيكون الرد السياسي المصري في اليمن ؟
أم أن نظام الرئيس السيسي لم يستعد بعد لإتخاذ خطوة جرئيه تتعلق باليمن سيما وهو من يدرك خطورة وتداعيات معاكسة التدخل السعودي في اليمن غير أنه قد يلجأ لمثل هكذا خطوة لكن عندما تصل العلاقات مع الرياض إلى نقطة اللاعودة كون الموقف المصري من الازمة في اليمن جاء إرضاءً للسعودية أكثر منه موقفاً يتعلق بأساسيات السياسة المصرية وموقع مصر ومكانتها الأقليمية والعربية .
ولطالما تحدث الكثيرين من أن المصريين يخشون من إستعادة اخوان اليمن السلطة بمساندة ما يسمى التحالف العربي حيث تقدم لهم السعودية الدعم الكامل وهو ما يثير مخاوف القاهرة التي حاولت وعبر سفيرها في صنعاء بعد 21سبتمبر 2014م التشاور مع كافة الأطراف اليمنية وعلى رأسها أنصار الله غير أن الضغوطات السعودية ومن ثم العدوان العسكري على اليمن دفع القاهرة ولأسباب متعددة أغلبها إقتصادية للوقوف في صف الرياض .
بل إن أصواتاً مصرية محسوبة على مركز القرار المصري جاهرت بمعارضتها للعدوان كالصحافي ابراهيم عيسى وقبله المرحوم هيكل إضافة إلى إعلاميين مصريين حذروا من مغبة الإستمرار في دعم السعودية باليمن وتحدثوا عن مجريات الواقع اليمني وتبني السعودية للجماعات الإرهابية لتقويض ما تبقى من الدولة اليمنية ونشر الفوضى في المنطقة .
اليوم القاهرة أمام خيارات ضيقة فإما إستعادة دورها في المنطقة وهو ما يحتم عليها إتخاذ موقف من القضية اليمنية بعيداً عن أجندة الرياض وأموالها أو الإستمرار في المشاركة بالعدوان الغاشم سواءً عسكرياً او سياسياً الامر الذي يجعل القاهرة عاجزة تماماً عن إستعادة دورها المحوري في المنطقة حتى لو تجرأت على دعم الجيشين الليبي والسوري .