الجنوب.. صراع أماراتي سعودي أدواته “هادي والحراك والإصلاح”
أنس القباطي
بات الصراع الاماراتي السعودي في عدن والجنوب بشكل عام واضحا للعيان وتستخدم فيه أدوات محلية باتت تتصارع فيما بينها في حين أصل الصراع يدار من الرياض و أبو ظبي.
الصراع المحتدم بين قطبي تحالف العدوان السعودي أتضح بجلاء من خلال التعيينات التي اجراها هادي خلال الأيام الماضية و استهدفت قيادات عسكرية ابرزها قائد المنطقة العسكرية الرابعة، اللواء أحمد سيف اليافعي الذي استبدل باللواء فضل حسن مقرب من الجنرال “علي محسن” الذراع العسكري لتجمع الإصلاح المتحالف مع هادي و الذي كان يشغل قائد محور العند و عين بدلا عنه العميد ثابت جواس مقرب من علي محسن و كذلك التغييرات العسكرية التي شملت قيادة المنطقة الأولى في وادي حضرموت و التي عين في قيادتها اللواء صالح طيمس مقرب من “هادي” و العميد يحيى أبو عوجا أركان حرب “مقرب من الاصلاح”.
عودة لأجل الصراع
عودة هادي إلى عدن يراها مراقبون تندرج ضمن هذا الصراع و الذي تسعى من خلاله السعودية إلى تحجيم الدور الاماراتي و استهداف الامارات التي تتحرك في عدن عبر قيادة السلطة المحلية التي يسيطر عليها فصيل الحراك الجنوبي و على رأسهم عيدروس الزُبيدي محافظ عدن و شلال شائع مدير الشرطة.
بات عيدروس و شلال بعد تردي الخدمات في عدن في موقف ضعيف و أصبحت وسائل الاعلام المحسوبة على هادي و الاصلاح تتخذ من تردي الخدمات مادة اخبارية يومية ضمن حملتها التي تسعى لإظهار الزبيدي و شائع مجرد فاشلين و معهما طاقهما في المكاتب التنفيذية التي صارت خلال الفترة الماضية تتصرف بعيدا عن هادي.
تحالف هادي والاصلاح
الصراع بين قطبي التحالف في الجنوب افرز أيضا عن تحالف بين هادي و تجمع الاصلاح اللذان يعملان ضمن الصف السعودي الاصلاح الذي فقد منصب محافظ عدن قبل حوالي عام و اقصي كوادره من المكاتب التنفيذية في المحافظة منذ اقالة نائف البكري من منصب المحافظ و تعيينه وزيرا للشباب و الرياضة عاد بقوة إلى عدن و الجنوب و بات حاضرا عبر قرارات هادي الأخيرة في المؤسسة العسكرية و هو ما أثار حالة من السخط في الشارع الجنوبي، باتت وسائل الاعلام الموالية للفصيل الحراكي المحسوب على الامارات و الاعلام الاماراتي تهيجها بشكل مستمر، لتعزيز حالة السخط و التي وصلت حد احراق اعلام تجمع الاصلاح و صور قياداته أمام الكاميرات.
احراق اعلام الاصلاح وصور رموزه
و في تظاهرة شهدتها عدن الأربعاء 30 نوفمبر/تشرين ثان 2016، في ساحة العروض احتفاء بالذكرى الـ”49″ لعيد الاستقلال الوطني 30 نوفمبر ظهر مدنيون و عسكريون و هم يحرقون علم الاصلاح و صور بعض قياداته واصفينه بأنه حزب الأوساخ.
هذه الواقعة تكشف حجم الاحتقان الذي بات قائما في الساحة الجنوبية و عدن على وجه الخصوص بين السعودية و الامارات التي تستخدم أدواتها المحلية في الصراع و التي باتت تستخدم الخدمات العامة كالكهرباء و المياه و المشتقات النفطية في الصراع ما انعكس سلبا على حياة الناس وخلال الفترة الماضية باتت المدنية تشهد أزمات خانقة في الكهرباء و المياه و المشتقات النفطية و صارت المجاري طافحة في الشوارع، في حين تراجعت الحركة التجارية في المدينة و بات ميناء المدينة و مطارها في وضع يرثى له.
تغلغل يقابله تحفيز المناطقية
الاصلاح يحاول عن طريق تحالفه مع هادي التغلغل في الساحة الجنوبية مستخدما سلطات بعد أن تلقى ضربات موجعة عن طريق الامارات المناوئة للاخوان و التي اتهمت قيادات الحزب بإفشال معركة تعز و انهم يريدوا قبض ثمن الانتصار قبل تحقيقه وعلى هذا المنوال ضخت الآلة الاعلامية الاماراتية مستهدفة الاصلاح مستغلة حالة المناطقية التي باتت سلوكا في أوساط الفصائل المسلحة الجنوبية ضد كل ما هو شمالي و التي أدت إلى ترحيل آلاف الشماليين من العاملين في المحافظات الجنوبية و عدن على وجه الخصوص وعلى ذات الأسطوانة المناطقية لا تزال الامارات تعمل مستهدفة (الاصلاح) باعتباره حزب شمالي شارك في اجتياح الجنوب ضمن تحالف حرب صيف 1994.
المآل الأخير
كبيرا تحالف العدوان بات يتبادلان اللكمات تحت الحزام ولكن بقضبات يمنية جنوبية ما سيوسع الشرخ في النسيج الاجتماعي و سيدفع باتجاه مآلات قد تصل حد صدام الكتائب مستفيدا من حالة الملشنة التي باتت متسيدة الشارع الجنوبي بعيدا عن الدولة و مؤسساتها التي تتراجع كل يوم لصالح الملشنة، و التي باتت هي الأخرى مخترقة من قبل التنظيمات الارهابية.
الصراع الاماراتي السعودي في عدن و محافظات جنوبية أخرى إذا استمر بذات الأدوات المحلية و على نفس المنوال سيجعلنا نصحو ذات على صدام مسلح بين المليشيات المتناحرة التي تغذيها يوميا حنفيات المال السعودي و الاماراتي.